حينما يهم أحدنا للكتابة حول جهة ما سواءً منتقداً أداء أو مادحاً منجزاً كما حدث معي حينما كتبت عن جامعة الملك سعود وتحويلها المعقد إلى سهل، يكون الكاتب قد أثار موضوعاً يبحث له عن رد، عن من يخرج من تلك الجهة لتوضيح ما ورد في مقال الكاتب إن كان ثمة أمور يجب توضيحها وحسبي أنه لم يكتب ناقداً أبداً إلا وقد طرق موضوعات عدة وقرأها المتابعون وبالتالي أصبحت نقاطاً يجب على تلك الجهة التحرك نحو تصحيح ما كان منها غير صحيح أو تبرير الصحيح منها،
بل إنني أعتبر ذلك من أقل الواجبات الملزمة لأي إدارة علاقات عامة في أي جهة أن تتصدى للرد والرد الموضوعي فقط الذي يخلو من التشنج والتشبث بالدفاع فقط عن المنظومة حتى لو كانت على خطأ.اليوم أصبحت جامعة الملك سعود إحدى أهم المواد الدسمة لكتاب الرأي في صحفنا لغياب الجهة التي تقوم كما أسلفت بالتصدي ليس للكتاب وإنما للإجابة على استفساراتهم وأسئلتهم وتغيير الصورة الذهنية التي تنشأ عادة من تكرار الحديث عن موضوع معين، فعلى سبيل المثال يشكك الكثيرون اليوم بحيادية التصنيف العالمي الذي وضع الجامعة على رأس الجامعات العربية بصالحها وطالحها وأصبح التكهن من قبل الكثير مساحة رحبة يمارسون فيها عصفهم الذهني فيأتون بمعطيات مختلفة فيها اتهامات واضحة وصريحة للجامعة وخلاصتها التشكيك في ذلك التصنيف وبالجهة التي منحته، ويقود ذلك منطقياً الكثير -كما فعلت- للسؤال حول المبررات التي من أجلها حصلت الجامعة على تصنيفها ذلك.السؤال الذي يطرح نفسه، هل يشك أحد بولاء من كتب؟ هل نحن ضد أن تكون جامعة الملك سعود بل جميع جامعاتنا في طليعة الجامعات بالعالم؟ إن كان ثمة من يقول نعم فتلك مصيبة وإن كان ثمة من يقول لا من داخل الجامعة فليخرج علينا وعلى غيرنا موضحاً الآليات التي تم بموجبها اختيار الجامعة بل ويثبت لنا حيادية الجهة التي قامت على التصنيف بشتى الطرق الممكنة وفي طريقه تلك يسرد علينا بعضاً من منجزات الجامعة التي جعلت منها الأولى عربياً ووضعتها في نادي المائة جامعة الأولى عالمياً.لا يكفي أن يقول مسؤول بالجامعة دعهم يقولون مايشاءون، فذلك لن يفيد سوى في تكريس بعض المعلومات التي تردد ذكرها ويحولها لحقائق لن يصبح بعد ذلك أمر تصحيحها سهلاً فتصبح من المسلمات التي اعتاد الناس على الإيمان بها، بل يجب أن يخرج من يتصدى بلغة راقية لكثير من المعلومات التي أضحت اليوم بمثابة اتهامات توجه للجامعة وتم تجييرها لأغراض وأهداف أبعد من مجرد نقد جهة قامت على تصنيف الجامعة ذلك.إن من أهم واجبات الجامعة التي تحصل على تصنيف عالمي هو حراكها الثقافي وتعاطيعها مع المجتمع الخارجي بل يكفي أن نعلم أن ذلك شرط دخول وقبول للمنافسة في بعض التصنيفات العالمية وهو أمر يجهله كثير من الناس من المتابعين لما يُكتب في الصحف من اتهامات للجامعة، وما صمت الجامعة إلا تأكيد لما يذهب إليه كثيرون ممن كتبوا يشككون في تلك التصنيفات، فلما إذن صمت الجامعة عنلك.إن موضوعاَ واحداً فقط لا يجد من يتصدى له من قبل أصحاب الشأن ومن داخل البيت يجعل الناس تفتح ملفات أخرى كقضية التعاون مع خبراء نوبل التي باتت هي الأخرى حديث المجالس فلا يخلو اليوم حديث عن جامعة الملك سعود دون الخوض في قضية البرفيسور التركي الحائز على جائزة نوبل كما زعم أحدهم أن الجامعة استقطبته لنهل العلم والمعرفة منه ولتقديم محاضرات فيها، وما يصاحب ذلك من دعابات غير طريفة مفادها أن تركيا لم تنجب بعد من حصل على ترشيح لنيل تلك الجائزة، ثم ينتقل الحديث عن أوقاف الجامعة وسيرها على خطى هارفرد وغيرها وجهل الكثيرون عوائد تلك الأوقاف إلى أن ينتهي الحديث عن مخرجات الجامعة وهو الأمر الذي يعنيني أكثر من جميع الشكليات التي سبقت في هذا المقال.أرجو أن لا يغضب مقالي هذا الجهات المعنية داخل هذا الكيان الضخم الذي نتمنى له من القلب أن يكون في طليعة الجامعات في العالم لكن علينا كمواطنين أن نطرح العديد من التساؤلات وعلى الجامعة أن تقوم بالتجاوب مع تلك التساؤلات سواءً عن طريق الجهات المعنية فيها والمكلفة بإدارة دفة العلاقات العامة أو على الأقل أن تعتبر ذلك ضمن حراكها الثقافي المتبادل مع المجتمع وهو كما ذكرت ألفاً أحد أهم شروط دخولها بعض التصنيفات العالمية التي لها وزنها وثقلها، حينها فقط نستطيع أن نميز بين أن تكون جامعة الملك سعود في نادي المائة جامعة عالمياً أو عربياً أو خليجياً وهناك فرق شاسع.
إلى لقاء قادم إن كتب الله.