المكانة الدولية للدول لا تحصل دون جهد ودون أن يبذل أبناء الدولة فضلاً عن قادتها عملاً متواصلاً وإسهاماً ومشاركة في الجهود الإنسانية الهادفة إلى التطوير الحضاري والتنموي للإنسانية جمعاء مع التركيز على الدول المحتاجة، وأن يكون للدول حضور فاعل من خلال مؤسساتها العلمية ورجالاتها، والمملكة العربية السعودية الدولة المحورية في المنطقة العربية لها الريادة في هذه الأعمال، ولعله من المنصف أن أتحدث عن الدور المهم الذي تقوم به جامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية، هذه الجامعة التي تعد الإطار العلمي والأكاديمي لمجلس وزراء الداخلية العرب والتي احتضنتها المملكة، وأقيمت في العاصمة الرياض، في البداية كانت أكاديمية علمية اختصت بتعليم وتدريس وتدريب العاملين في القطاعات الأمنية والشرطة وكل ما يتعلق بأمن وتوفير الحماية للإنسان العربي، ثم تحولت من أكاديمية إلى جامعة متخصصة تضم العديد من الكليات التي وفرت للدول العربية بيئة أكاديمية لتخصصات مهمة جداً.
ما تقوم به الجامعة من خلال مناهج كلياتها وما تقوم به من إعداد وتدريب فئات الضباط والأكاديميين معروف ويمكن الاطلاع عليه، إلا أن الذي لا يعرفه الكثيرون هو الجهد الذي تقوم به الجامعة من إقامة ورش العمل واللقاءات العلمية التي تعقد في العواصم العربية، حيث تذهب الجامعة إلى الأكاديميات والكليات الأمنية ذات العلاقة المباشرة لتقديم خبرات أساتذتها واستضافة خبرات دولية وعربية أخرى وفي ذلك البلد العربي، يتم بحث الموضوع أكاديمياً وعملياً وعلمياً ضمن حلقات دراسية وتدريبية تمزج بين الشقين الأكاديمي والأمني، وقد كتب لي أن أشارك في بعض لقاءات وورش الجامعة التي عقدت في الرياض وفي دبي وأخيراً في عمان حاضرة الأردن حيث عشت وعايشت تجربة أكاديمية أمنية لا بد أن يعرفها القارئ لتبيان الجهد المقدم للحفاظ على أمن المواطن العربي وحماية ممتلكاته.
jaser@al-jazirah.com.sa