|
المدينة المنورة - إلهام محمود
القريش، أو قرقيعان، أو شعبنة.. وهذا الأخير هو المصطلح الذي يسمى في منطقة الحجاز لواحدة من العادات المكية القديمة التي تؤدى في شهر شعبان. وسميت بـ»شعبنة» نظراً لأنها تجمع العائلة في خاتمة شهر شعبان, والهدف منها التعبير عن الفرحة بقدوم شهر رمضان عبر زيادة الترابط الاجتماعي بين الأسرة والأقارب والجيران إذ يجتمع الغني والفقير فضلاً عن إدخال الفرح والسرور لجموع الأطفال والصغار.
يحكي لـ(الجزيرة) الشيخ أبو أحمد عن هذه العادات المستحبة فيقول: هي فرصة للاجتماع مع الأقارب والأحباب قبل حلول شهر رمضان الذي نتفرغ فيه للعبادة, وهي عادة جميلة تقوم على زيادة الترابط الأسري والاجتماعي. ويضيف: كان الأهالي والجيران يجتمعون كل منهم يحضر معه شيئاً من الطعام والحلويات لهذه المناسبة مثل: الفشار, والمشبك, والحاجة, والمكسرات، وحمام البر, والغريبة, والمنفوش، واللبنية والهريسة.
ويشير أبو أحمد: في السابق كان الجار يهتم بجاره, ويسأل عنه.. فكان صاحب الدار إذا كان طعام يومه الذي يعده في نفس اليوم له رائحة فواحة فلا بد أن يرسل لجيرانه من طعامه حتى ولو لم يتبق له إلا القليل.
ومن العادات القديمة التي اندثرت ما ترويه لنا الخالة فاطمة, إذ تقول بلكنتها الحجازية الجميلة وصوتها الحنون: «كان الأولاد من سن 10 و12 سنة وأكبر ياخذوا معاهم شرشف ويدوروا فيه على البيوت ومعاهم (عصاية), و(يفضلوا) -يستمروا- يدقوا كل باب في الحارة وينشدوا نشيد معين حلو جدا وبسيط ويفردوا الشرشف تحت روشان البيت, لغاية ما (يرمولهم) الحلاوة والمشبك والفشار, واللي (يديهم) المعلوم يمدحوه, واللي ما يعطيهم.. الله يكون في عونه!»