أيامنا ذات متغيرات، وذات إيقاع متسارع، وصورها كثيرة ما أن تستقر في المشهد والحضور قليلا إلا وقد غشاها ما غشاها، فتتلاشى خطوطها وتضيع معالمها وتنسى.. لا يبقى لها أثر ولا يرد لها ذكر.
غريبة هي الحياة، وغريبة أشكالها وصورها، لا تبقى على حال، ولا يصفو لها مشرب، وصدق من قال (من سره زمان ساءته أزمان).
ما عشناه وما شاهدناه ونشاهده في هذا العالم وما تخلل هذا العام بالذات من أحداث يدعونا للتفكر والتأمل.
أيام مرت حفلت بأحداث ما كنا نحسبها إلا أضغاث أحلام.. خروج عن واقع... واستحضار لمشاهد قد لا تكون منطقية أو هي ضرب من الخيال.
رؤساء دول كانوا ملء السمع والبصر، ونراهم في تيجانهم ومواكبهم يتيهون، وكأنهم لكل شيء يملكون، وفجأة يصبحون كمن حطه السيل من علٍ، ولا يملكون من أمر أنفسهم شيئا، سقطت أقنعتهم فتهاوت عروشهم.
ومن جانب آخر، كل يوم نسمع عن شخصية مرموقة، سُلطت عليها الأضواء حتى خطفت الأبصار ببريقها، وخلناها برهة من الزمن القمر المنير، فإذا بالكثيرين يصفونهم بشرٍ مستطير.
حينما نرى تلك النماذج لا يسعنا إلا أن ندعو الله الثبات، وأن يرينا الحق حقا، والباطل باطلا، وسبحان الذي يغير ولا يتغير.
اللهم اكفنا نوائب الزمان، وسقطات الألفاظ، وهفوات اللسان.
حينما أقرأ وأسمع عن سقوط شخصيات كبيرة، الواحدة تلو الأخرى، أردد بيت سمو الأمير البدر:
يا حظ من لا عرف منهو ولا شيف
إن طاب يحمد و إن تردى بكيفه
آخر الكلام
أصفح إذا أذنب خلٌ عسى
تلقى إذ أذنبت من يصفحِ
- القريات