سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
تعقيباً على مقال الأستاذ سلمان العُمري في زاويته (رياض الفكر) في جريدة الجزيرة ليوم الجمعة 29-7-1432هـ في العدد 14155 والتي تناول فيها آفات اللسان ومشاكله، سأبدأ تعليقي بالمثل العامي القديم الذي تطرق إليه الأستاذ سلمان وهو: (لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك).
واللسان هو أخطر جارحة في الإنسان، فهو ترجمان قلبه، فهو إما أن يكون جنتك أو يكون نارك، وقد حذَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرور اللسان ونصح أمته من خطر اللسان، فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: (قلت: يا رسول الله ما النجاة؟ قال: أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك وابك على خطيئتك) رواه الترمذي وحسّنه، وقال صلى الله عليه وسلم: (من وقاه الله شرَّ ما بين لحييه وشرَّ ما بين رجليه دخل الجنة) رواه الترمذي وحسَّنه.
اعلم أنه ينبغي لكل مكلَّف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاماً تظهر المصلحة فيه، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنة الإمساك عنه، لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى الحرام أو المكروه، بل هذا كثير أو غالب في العادة، والسلامة لا يعدلها شيء.
وفي صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)، وكذلك في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري قال: (قلت: يا رسول الله، أي المسلمين أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده..).. وأخيراً:
احفظ لسانك أيها الإنسان
لا يلدغنك إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه
كانت تهاب لقاءه الشجعان
جعلنا الله ممن يستمع القول فيتبع أحسنه وجعلنا الله ممن يحفظ لسانه عمّا يغضبه سبحانه إنه ولي ذلك.
د. عواطف عبدالعزيز الظفر - كلية التربية للبنات بالأحساء