السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
نشرت جريدة الجزيرة في عددها رقم (13847) عن توقيف عامل بمستشفى الحفر لتحرشه بمريضة مخدرة في قسم العناية المركزة.. وهذا الخبر أعادني لفكرة أو لقضية تدور في رأسي منذ زمن.. وكلما أردت الكتابة عنها توقفت لحساسيتها.. ولكني أرى نفسي اليوم مهيأً ومجبراً للحديث عنها.. فالأمر يحتاج إلى تنبيه ومعالجة وأخذ للحيطة والحذر حتى وإن لم تسجل حادثة إلى الآن.. فالوقاية خيرٌ من العلاج.. والسلامة لا يعادلها شيء.. والمسألة باختصار أن زميلاً لي يعمل في إحدى المستشفيات وأخبرني عن وضع ثلاجات حفظ جثث الموتى حيث إن مفاتيحها تكون بيد عمالة لا تعرف ديانتها ولا أخلاقها بل أخبرني أن مفتاح غرفة الموتى في المستشفى الذي يعمل فيه بيد عاملٍ واحد وأن هذا العامل يستطيع أن يفعل ما يشاء بهذه الجثث دون حسيبٍ أو رقيب أقلها أن ينظر ويتأمل هذه الجثث التي لها حرمة لا تقل عن حرمتها وهي على قيد الحياة.. وأكد لي أن هناك وفيات تكون لجميع أفراد العائلة نتيجة الحوادث على الطرق السريعة وتجلس الجثث في ثلاجات الموتى لأيام حتى يأتي أقاربهم لاستلامهم ودفنهم فتكون هذه الجثث للأسف صيداً سهلاً لهذه العمالة إما لسرقتها أو رؤيتها خاصة في لحظة وضعها وقبل أن تتأثر بالتبريد.. وقد يقول قائل إن الموتى يتم أخذ ما معهم من أغراضٍ ثمينة وما يلبسونه من قطع ذهبية.. وأنها توضع في صناديق الأمانات لكي تسلم لأقاربهم ولكن ماذا عن هذه الجثث التي لا حول لها ولا قوة فيها الصغير والكبير والذكر والأنثى أمام أشخاصٍ لا يخافون الله وتبلدت أحاسيسهم ولم يعد يؤثر فيهم مناظر الموتى من كثرة رؤيتهم والتعامل معهم.. قد يقول البعض أنك تبالغ في تصوراتك ولكن حتى وإن كان في المسألة مبالغة هل جميع مستشفياتنا في المدن والقرى وفي الشرق والغرب لها معايير واشتراطات وتنظيمات تكفل الحماية الكاملة للموتى من عبث عمالة لا تؤتمن حتى على جناح بعوضة.. إذا كان الأمر كذلك فالحمد لله على أن طمأنتني وطمأنت كل غيور وحريص.. أما إن كان العكس فعلى وزارة الصحة وإدارات المستشفيات أن تلتفت لهذا الأمر الحساس والصعب خاصة أننا نسمع بين فينة وأخرى أخباراً عن تجاوزات عمالة تعمل في المستشفيات مع أطفال ومرضى ومرافقات وأقرب مثال هذا العامل في هذا الخبر الذي حاول التحرش بمريضة مخدرة لا يمكن لمن كانت فطرته سليمة أن يفكر بها.. ولكنه الشيطان الذي جعله يفعل ذلك ولا بد لنا أن نحمي أنفسنا من مثله ونمي أحبابنا الذي فارقوا الحياة.. كما أننا اليوم أحياء وغداً سنكون أموات.
والله من وراء القصد
علي بن زيد القرون - حوطة بني تميم