يا سارية خوذي من الليل ثلثيه
تعبت أطاول عزته وانكساره
واحترت في قلب العنا وين أوديه
اللي جنح بي لين ضيّع مساره
حتى القصيد اللي نختني قوافيه
يموت في بالي عباره عباره
سريت له يا سارية في مساريه
اطرد ظلام العمر وانخي نهاره
زوّادتي حلم وطعون ومشاريه
وجرح الفقير اللي شعاري شعاره
ماجيت ابكتب ذكرياته وماضيه
جيته وانا جرح خرج عن مداره
جرحٍ تعرى من غياهب منافيه
مظلم ويشعل للسهر من شراره
عابر سبيله ما توصل خطاويه
أواه يا بعض الأماني خساره
هذا أنا يا سارية ما عرفتيه؟
ردي قبل موت الأمل واندثاره
ضايق بعمره شاعرك لا تخليه
يهيم في هذا الزمان ومراره
موحش طريقه والأماني تباريه
يبني من أوهام الحضارة حضاره
يزرع أمل وظروف الأيام تسقيه
واليوم هذي فرحته واحتضاره
غنا بصوتك يا مرارة غناويه
حتى كسب تاج الألم عن جداره
ماهو بوده بس الأيام ترميه
في بحر تسكن لجّته في محاره
هذا البحر ينكر حقيقة موانيه
ويغتال نورس ضحكتي يا خساره
ما عاد فيني سوّي اللي تسويه
جرحي واعرفه لا خرج عن مداره
الشاعر/ سعيّد العمودي