لو أنك نطقت باسمه (محمد المنصور) في بعض البلدان العربية لفاجأك سائل بقوله: أتعني الشاعر السعودي محمد المنصور لتجيب بالإيجاب.
والغريب أنك لو نطقت باسمه هنا أمام ثلة من الشباب لكان جهلهم مطبقاً وإجاباتهم عمياء.
هنا نتساءل هل الخلل في ثقافتنا التي تتبنى أسماء معينة وتهمل أسماء عظيمة ورائدة كالمنصور؟ أم أن المنصور ذاته كان مقصراً في حق ذاته فغاب اسمه عن شبابنا الجديد؟
والبحث عن إجابة شاق وعسير، إذ يبدو أن الخلل مشترك بينهما.
أبو خالد سطع نجمه في نهاية السبعينات الميلادية وكان مادة خصبة لكثير من الدراسات لدى النقاد العرب الذين كانوا متسيدين للمشهد آنذاك ولا سيما أنه يكتب الشعر والرواية وله مسرحية شعرية مطبوعة ولا شك أن لديه غيرها ما زال يرجئ نشرها.
وكان أيضاً موضوعا ثراً للصحف والمجلات المختصة وغير المختصة ومنها الجزيرة التي قامت بعمل حوار مطول معه ولا يزال أبو خالد محتفظاً به حتى الساعة.
ثم قرّر أن يختفي رويداً رويداً وبقي اسمه في ذاكرة الكبار حتى الساعة لكن الشباب يجهلونه تماماً أو يعرفون عنه أقل القليل.
في فترة الثمانينات وما قبلها كوّن علاقات مهمة مع بدوي طبانة وشكري عياد والبياتي وغيرهم كثر وكلهم أو أغلبهم زاره في منزله بمدينة الرياض وأثنى على شعريته الراقية والتي لا تزال حتى اليوم موطناً خصباً للإبداع الحقيقي والعذب والثري.
ولئلا يطول الكلام فلأبي خالد مجموعتان شعريتان هما (الاضداد) وصدر عام 1419هـ والبراق وصدر عام 1999م ومسرحية شعرية هي (جبل فوق زجاجة) صدرت عام 1430هـ.
ومحمد المنصور رجل حضر بقوة وبنبوءات كثيرة من سادة النقد بأنه سيكون شاعراً عظيماً وقد كان فعلاً وسيبقى لكنه يصر أن يتوارى خلف صمته النقي ويبدو أن ساحتنا الثقافية تنظر إليه باستحياء خجلاً من تقصيرها فتتقدم إليه على خجل.
هنا أقول: يا معشر الأدباء عامة والشعراء خاصة لديكم ثروة مهمة تدعى محمد المنصور فاغتنموا وجوده وأفيدوا من معينه فهو رجل يملك الكثير من العلم كما يملك الكثير من الذكريات مع سادة النقد.. لديكم ثروة فاغتنموها.