سقطت إمبراطورية ميردوخ زعيم الإعلام في بريطانيا بعد الكشف عن استخدام إمبراطوريته مصادر محذورة، منها التلصص على الاتصالات الهاتفية وتورط قيادات أمنية معه في كشف واقع صحافة الغرب الفاضح الذي يعمل غالباً دون مهنية وفي اتجاهات سياسية وأحياناً عنصرية، ومن المخجل أن كثيراً من العرب ما زال يعتبر الأوربيين قدوة في مجال الإعلام!!
نحن نصدقهم في كل شيء خاصة إذا اتفقوا عليه إعلامياً؛ لأننا نفتقد الصناعة الإعلامية الحقيقية في الوطن العربي، فبعضنا يحاول تقليد الغرب لكن بطريقة غبية وفجة لا تجلب سوى الصداع..!!
في الأسبوعين الماضيين كنت في جمهورية مصر العربية حيث حضرت دورة تدريبية في مجال الإعلام التربوي مع نخبة من زملائي من مناطق المملكة، وقد ذهبت هناك وأنا أحمل صورة قاتمة عن الأوضاع هناك، فلم أبرح في اليومين الأولين فندق الكونراد مع زميلي رجاء الله السلمي، تزامن ذلك مع سلسلة من الأخبار المتواصلة التي تؤكد وجود المظاهرات وقوتها..!!
أصررت على الذهاب إلى ميدان التحرير، وفعلاً ذهبت أنا والزميل رجاء الله، ودون مبالغة لم نعرف أننا في ميدان التحرير حيث لا توجد مظاهرات ولا اعتصامات ولا يحزنون، بل مجرد عشرات الأشخاص يحاولون بشق الأنفس التعبير عن مطالبهم والساحات فارغة عكس ما يروجه الإعلام العربي ويدعيه..!!
أسوق ما سبق لرغبتي أن يتبين القارئ أن الإعلام كمؤسسة أو شركة لا يمكن أن يعمل دون سياسة قد تضرب بالحقيقة عرض الحائط، لكن بالتأكيد جدا لن تأتي بها كاملة مهما كانت المسوغات إن لم توافق سياسة النشر وإطاعة الأوامر..!!
الصحافة الحرة هي الممارسة الصحفية الفردية فيمكن من خلال ذلك تصنيف الإعلامي بدقة متناهية كونه مسؤولا عما ينشره أو ما يسمح له بنشره، لكن من باب الإنصاف هناك صحف نادرة تمارس أدواراً مهنية جيدة وتحاول بقوة أن تقود الركب لا أن تقاد من قبلهم خاصة علية القوم..!! في الصحافة الرياضية تبقى سياسة المسؤول عن الصحيفة أو الملحق هي المنتصرة دوما؛ لذلك تتكسر أضلاع كثيرة ليظهر المشهد الصحفي الرياضي مشوها في النهاية، وغالبية هؤلاء المسؤولين يتعاملون بردة الفعل المباشر وليس القيام بالفعل؛ لذلك أصبحت صحافة الرأي والمقالات هي السائدة رياضياً وغابت أجندة العمل الصحفي الرياضي الصحيح للأبد..!
هنا لابد أن آخذ بعين الاعتبار عدم التعميم على الكل لكني مقتنع جداً بأننا لا نعرف معنى صناعة الإعلام ونحتاج فعلا إلى دورات وخبرات لصنع إعلام جاد وقوي خال من العيوب والقواقع الشخصية المنهكة خاصة أن الفضاء والأثير والورق والإلكترونيات ووسائل الاتصال ستخوض سباق المنافسة الإعلامية الحقيقية قريبا وسيكون هناك بالتأكيد ضحايا.. ربنا يستر..!!
قبل الطبع
لا تأكل ما لا تستطيع هضمه..!
msultan444@hotmail.com