حقيقةالوحدة الوطنية وأهميتها وإيضاح العوامل الاجــتماعية والســياسـية والثـقـافــية والاقتصادية المؤثرة في تحقيق الوحدة والبحث عن الأمور الإعلامية والاتصالية المعاصرة، يأتي ذلك من خلال مؤتمر دولي تعتزم جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تنظيمه.
إن هذا المؤتمر يمثل هدفاً نبيلاً وخطوة رائدة تسجل بكل اعتزاز لهذا الصرح العلمي العملاق والهدف من ورائه لمّ الصفوف وتوحيد الأمة فكراً ومنهجاً وتوجها امتثالاً لقوله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} الآية 103 آل عمران.
إن مجتمعنا الذي يقتدي بسيد البشرية- صلى الله عليه وسلم- والذي وحّد أمته ولم يفرّق بين جنس أو لون. هذا المجتمع الذي لا يستغني على الإطلاق عن الوحدة في أفكاره وفي أهدافه وفي تلاحمه لأنه يدرك أن هذه الوحدة هي السياج الحامي والحصن الحصين ضد كل من يحاول تفريق الصف وتشتيت الأهداف وإغراء الشباب في أمور تعرقل مسيرتهم نحو العلا والبناء، لهذا فإن تنظيم مثل هذه المؤتمرات والحوارات أمر مهم، وله منافع بحول الله ولكنه غير كافٍ لتحقيق هذا الهدف السامي، فالمجتمع كباراً وصغاراً رجالاً ونساءً عليهم أن يدركوا أن المسؤولية تقع عليهم جميعاً وأن رجال العلم والتعليم والإعلام يتحملون الجزء المهم من هذا الهدف، ففي مراحل التعليم العام والعالي لم تعط أهمية تذكر للوحدة الوطنية والتي يجب أن يتعلّم التلميذ منذ صفوفه الأولى مبادئ حب الوطن والتضحية من أجله وعلى ان هذا الوطن للجميع، لأن العلم في الصغر كالنقش بالحجر، وكذلك جامعاتنا، فما المانع لو تخصص محاضرة كل أسبوع يقوم بها رجال أكفاء يستطيعون إدخال حب الوطن لعقول وقلوب الدارسين وإفهامهم أن كل من لديه وطنية حقّة لا يمكن أن يقوم بزعزعة أمن وطنه ومجتمعه. وكذلك مناهج التعليم يجب أن تركز على هذا الجانب المهم؟!
وما دام هذا المجتمع يقر بأن وحدتنا الوطنية هي أهم مكتسباتنا منذ عهد جلالة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - فإنه من الواجب أن يعتبرها كل فرد خطاً أحمر، لم نسمع كثيراً في المجال من يتحدثون عن الوطنية إلا ما ندر، ولم نسمع أن أخواتنا سيدات البيوت سواء كن متعلمات أو غير ذلك يحثن أبناءهن وبناتهن على حب الوطن والتحدث عن المنجزات، أو التحدث عن فضيلة الأمن ولكن همهن الوحيد التحدث عن المشتريات وعن قصور الأفراح وملابس الأعراس، وتعدى ذلك إلى جلب السائق والتباهي بالخادمة.
أما إخوتنا الرجال لا همّ لهم إلا الكسب المادي والوظيفة والوجاهة، وفي حقيقة الأمر ان هذا لا ينطبق علىكل المجتمع ولكن بعضهم، ونريد أن يكون الجميع في صفٍ واحد لترسيخ مبدأ حب الوطن والتفاني من أجل رفعته وشموخه؟