فاصلة:
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ..}
-سورة البقرة آية 185-
كل عام وأنتم بخير، رمضان كريم وعبارات تهنئة كثيرة سنقرأها ونسمعها كثيرا هذه الأيام، بمناسبة قدوم شهر رمضان الكريم.
لطالما توقفت عندها أتأمل في النمطية التي لحقت بعبارات التهنئة حتى أصبحنا نكررها دون أن نتأمل معانيها ولحقت هذه النمطية بسلوكنا خلال شهر رمضان.
رمضان الذي يأتي كل عام وهو في قدومه يحمل كثير من المعاني والذكريات لكل مسلم، لكنه لا يحظى لدينا بالاستقبال المناسب.
رمضان زائر لا يتأخر عن موعده يأتي كل عام ونستقبله كل عام ولا نعرف هل سنستقبله العام القادم أم لا ومع ذلك نفرط في استثماره.
رمضان ليس وجها واحدا لدينا بل عدة أوجه فهو لدى ربة المنزل مختلف عن الأب وكذلك مختلف عند الأطفال.
ارتبط رمضان بالطعام والأعمال الخيرية كالصدقة والسلوك الإسلامي الجميل بما يحمله من قيم سامية كالتسامح والتعاون والإيثار.
لكنه لدى الجيل الحالي من الشباب لم يعد يحمل هذا المعنى فقد سيطرت الآلة الإعلامية على الجمهور حتى بات الوقت المخصص لرمضان هو وقت مستهلك أمام القنوات الفضائية.
مفهوم رمضان أصبح استهلاكيا لدى بعض الشباب وهذا ليس أمراً هينا فالشباب هم سواعد المجتمع والمفاهيم التي يؤمنون بها هي أدواتهم لبناء الأسرة والمجتمع، ولذلك من المهم أن نعي إلى القيم الاستهلاكية التي باتت تترسخ في ثقافتنا ودورنا في ذلك ليس صعبا فشيء من الوقت نفرغه للأطفال نحكي لهم عن تاريخ رمضان أو نوجههم لبعض البرامج الإعلامية التي تحكي عنه بشكل صحيح يمكن أن يكون جرعة كافية للأطفال من الثقافة الإسلامية، أما الشباب فأعتقد أن بعضا منا لديه مبادرات جميلة لاستقبال رمضان عبر مواقع التواصل الاجتماعي في شبكة الإنترنت، فقط نحتاج أن نقترب منهم لنتعرف على أفكارهم وصورة رمضان في وجدانهم، هذه الصورة هي التي تحدد سلوكهم فيما بعد في رمضان.
إذن فسلوك الشباب تجاه رمضان مبني على الصورة التي يحملونها عنه والتي استقوها من الأسرة ومن وسائط التنشئة الأخرى ومسئوليتنا ألا نترك تشكيل هذه الصورة لوسائل الإعلام دون رقابة ودون تدخل واع بأهمية هذا الشهر وفضله عن شهور العام أجمعها.
nahedsb@hotmail.com