شد انتباهي خبر قرأته عبر صفحات هذه الجريدة بعنوان (طفل يحاول شنق نفسه بحائل) بالعدد رقم 14175 وتاريخ 20-8-1432هـ ويتحدث عن هذا الطفل ابن الـ 8 سنوات وتقليده لماشاهده في القنوات الفضائية محاولا تقليد تلك المشاهد التي يراها عبر شاشة التلفزيون معتبرا أنها عملا اكتسبه من تلك الشاشة الفضية التي وفرها له والداه.

كما أن هذه الحادثة ليست وحدها بل هناك الكثير من الحوادث التي كان ضحيتها أطفالا أبرياء لاذنب لهم إلا أنهم قلدوا ما شاهدوه وهذا شيء طبيعي من الطفل لكي يتعلم ويواجه الحياة بنقل خبرات الآخرين إليه ومن هؤلاء الأطفال من يحاول ذبح أخيه الصغير أو القفز من الأعلى أو الطيران وكلها تقليد لمايشاهده في هذه القنوات الفضائية وخصوصا قنوات الأطفال المختلفة التي تتزاحم برامجها بكل ماهو مؤثر ومغير لسلوكيات الأطفال إلى الأسوأ ومع مرور الوقت تتزايد القنوات الخاصة بالأطفال ويتزايد مشاهدوها وهم يتنقلون بينها بحثا عن الأكثر إثارة ومبالغة في العرض والأفكار مما يجعل هؤلاء الصغار في خطر قائم لايفرقون فيه بين الحقيقة والخيال مما سيكون له الأثر في التشويش على أفكارهم ومعتقداتهم وسلوكياتهم ولا يجد الأبناء إجابات لأسئلتهم عندما يخلطون مابين خيال تلك الأفلام في قنواتهم وخصوصا الكرتونية والواقع الذي يعيشونه مع والديهم وأصدقائهم وأقاربهم.

كما أن الكثير منهم يحاولون تطبيق مايشاهدونه على أرض الواقع ليكونوا أبطالا وخصوصا من لديهم نشاط وطاقة زائدة وممن هم كثيري الحركة.

مشاكل تعاني منها الأسر وتفتح باب الخطر على هؤلاء الصغار مستقبلا وعلى سلوكياتهم ونظرتهم للواقع وربطهم مايشاهدونه بواقعهم الحالي ونبقى ننتظر الحلول أملا في تنشئة جيل واقعي يفكر فيمن حوله بواقعية تضمن له الحياة دون خطر على أجسامهم أو أفكارهم مستقبلا.

محمد عبد الله الحميضي