قرأت ما سطره قلم الدكتور صالح بن محمد الحمد في صفحة عزيزتي الجزيرة عدد 14172 يوم الاثنين الموافق 17-8-1432هـ بعنوان (مشاريع الزلفي المذكورة في التحقيق قديمة).
وقد أعجبت بالمقال إيما إعجاب، ليس لأن كاتبه أحد معلمي في مرحلة من مراحل دراستي، ولكن لأنه لامس الجرح وشخَّص الداء وتحدث عن أمور قائمة وموجودة على أرض الواقع.
إنني ومعي الكثير من مواطني المحافظة نشكر له حسه الوطني وحماسه لمدينته، رغم أنه أمضى معظم عمره في العاصمة، حيث مقر عمله، إلا أن ذلك لم ينسه حبه للمحافظة، لقد كانت له مشاركات عديدة تتحفنا بها جريدة الجزيرة فلها منا الشكر والعرفان.
وتعقيباً على مقاله أقول:
يبدو أن بلدية محافظة الزلفي تغط في سبات عميق في حين أن بلديات المحافظات المجاورة تسابق الزمن وتختصر الوقت مستقلة الطفرة التي تعيشها بلادنا الغالية في ظل قيادتنا الرشيدة -أدام الله عزها.
وقد أكد خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله ورعاه- على ضرورة تنفيذ المشاريع في وقتها وبالمواصفات التي يتم وضعها وتحديدها من الجهات المختصة.
إنه الحس الوطني والشعور بالمسؤولية واستشعار الأمانة ومن يعاش الوضع بمحافظة الزلفي ير العكس وخاصة بالخدمات التي تقدمها بلدية المحافظة، شوارع متهالكة أنهكتها الحفريات تشكو من تقادم الزمن وعدم الصيانة وقلة الاهتمام، إضافة إلى أن تنفيذها أساساً لم يكن بالطريقة الصحيحة، إذ أخذت من الوقت أكثر مما تستحق، وطريق الأمير سلمان خير مثال على ذلك.
ومن أراد التأكد فليقف وليشاهد عن قرب ليرى الظلم الذي يقع على المواطنين وأصحاب المحلات التجارية إضافة إلى التلفيات التي لحقت بسيارات المواطنين، وهذا ينطبق على معظم شوارع المحافظة.
أرصفة متهدمة، مشاريع متعثرة، حفريات لا تنتهي، رقابة معدومة وإحساس مفقود، وعلامات التحذير والسلامة مفقودة.
لا يوجد شارع يمكن أن يكون نموذجياً، المحلات التجارية ولوحاتها شوهت الشوارع والطرق حيث يتم تصميمها حيثما اتفق دون وجود أدنى لمسة جمال أو جاذبية وخاصة الواقعة على طريق الملك فهد، هذه المحلات أصبحت كالبثور تشوه ما تبقى من جمال هذه الشوارع، هذا إذا قلنا إنه بقي شيء. المطاعم والمطابخ تقع في أماكن يكثر فيها طفح مياه الصرف الصحي والرقابة عليها شبه معدومة.
سوق الخضار والفواكه الذي يقع في وسط المدينة أصبح مجمعاً للمخلفات والنفايات ومرتعاً للقوارض والحشرات، هل من المعقول أن مسؤولي البلدية يجهلون ذلك، ولم يكلف أحد منهم نفسه للوقوف على هذا الموقع؟!
توسعة طريق الملك فهد زادت الطين بله، حيث المخلفات وبقايا العقارات ومحولات الكهرباء ولوحات المحلات التجارية باقية وتجعل الإنسان يشعر بالحزن والألم لما يراه.
يا أبناء قومي أين الضمير الحي، أين المواطنة الصالحة، أين التحضر والمدنية؟!
يا أبناء المحافظة أين أنتم ولماذا كل هذا التجاهل والعقوق لهذه المحافظة.
هل تنتظرون أن يأتي أحد من خارج المحافظة ليعالج هذه الأخطاء والإهمال، لماذا كل يلقي باللائمة على الآخر ويصنف نفسه أنه الابن المخلص لهذه المحافظة وأما غيره فلا!؟
إذا كانت هذه ثقافتنا وهذه نظرتنا فلن يتغير الحال بل سوف يزداد وسوف يتحول من سيئ إلى أسوأ.
لماذا نترك الأمور ويسند الحل والعقد إلى أناس تقدم بهم السن وأصبح لديهم ثقافة محددة ومفاهيم لا يمكن تغييرها وصلت بالمحافظة ما وصلت إليه من ضياع للمشاريع واختلاف على أمور كثيرة وتدخل في كل كبيرة وصغيرة.
وقد انعكس كل هذه على مشاريع المحافظة القائمة والمستقبلية. وهذا.. والله من وراء القصد.
أحمد بن عبد العزيز السبت - الزلفي