تحقيق - صلاح الشريف
الأسر المنتجة أو الأسر المبدعة التي أثبتت أن لديها الكثير من الأفكار وتحتاج الدعم لتنفيذها على أرض الواقع، وقد تنوع إنتاج هذه الأسر من التفصيل والخياطة وعمل المأكولات وغيرها الكثير، وقد قامت «الجزيرة» بجولة في معرض المستلزمات الأسرية الذي أقيم في جدة وشارك فيه أكثر من 50 أسرة منتجة بإنتاجهم الذي سوقوه خلال المعرض وإجراء هذا التحقيق الصحفي عن هذه الأسر وماتحتاجه حتى تواصل مسيرتها.
مواهب حرفية
التقينا عايدة العمري التي قالت: أنا سيدة أعمال مبتدئة وعضوة منتجة من قبل الأسر المنتجة وليس لدينا جمعية وإنما تحت مظلة الغرفة التجارية وننتظر أن يكون لنا ترخيص حيث إنه يوجد حوالي 700 أسرة منتجة منهم سيدات أعمال وجامعيات ومثقفات وذوات دخل محدود يقومون بصناعة وتجهيز ما ينتجونه ولكن ينقصهم منافذ لبيع منتجاتهم، وفكرة الأسر المنتجة من الأفكار الرائدة التي لها مردود اقتصادي واجتماعي على البلد مثلا هناك الكثير من ذوات الدخل المحدود ولديهن أفكار اقتصادية ومواهب حرفية يقمن بصناعة وتجهيز إنتاجهن من الملابس والعبيّ والإكسسوارات والمأكولات ويتم بيعه من بيوتهن أو عن طريق البازارات ولكن للأسف أن أسعار الأماكن في البازارات أحيانا تكون مرتفعة وقد التقيت في إحدى المناسبات بوزير الشؤون الاجتماعية وشرحت له أوضاع هذه الأسر ومطالبهن ووعدني بأن يقف معنا ولكن حتى اليوم لم نر شيئا على أرض الواقع ونتمنى أن يكون هناك دعم لهذه الأسر كميزانية وإعانات وفتح منافذ للبيع لهن حتى يقدرن على تسويق منتجاتهن، وكما تشاهد في هذا المعرض هناك أكثر من 30 أسرة منتجة إنتاجهم على مستوى عال من الدقة والروعة مثلا تفصيل العبي أو الجلابيات النسائية أو الإكسسوارات وغيرها من المنتجات بأيدي فتيات سعوديات وهذا بحد ذاته مفخرة وعندما تجد الكثير من الأسر هذا الدعم فإنها تقدر على تطوير إنتاجها وتأسيس مشروع تجاري صغير يعينها وأسرتها على الحياة والاستغناء عن راتب الضمان لأن لديهم إنتاجا كبيرا يحتاج فقط إلى تصريف وذلك لا يتم إلا بتوفير منافذ للبيع بأسعار رمزية وعندما نطلب من منظمي المعارض أماكن للأسر المنتجة يعطوننا أماكن محدودة..
وعن دور رجال الأعمال وسيدات الأعمال في هذا الجانب أضافت:
يقع على رجال الأعمال وسيدات الأعمال دور كبير في مساعدة هذه الأسر من ناحية توفير منافذ بيع لمنتجات الأسر التي تضاهي المنتجات التي يصنعها الأجانب مثل العبي والإكسسوارات وأشياء الأطفال وأشياء أخرى مثلا في باب رزق جميل تم تأجير المحلات على هذه الأسر بمبالغ كبيرة وصلت إلى 30 و35 و40 ألف ريال وهذا بالنسبة لهذه الأسر مبلغ كبير وهنا أتمنى من أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل أن يتابع هذه الأسر ويحث رجال الأعمال والمنظمين للمعارض على دعم هذه الأسر وتأجير المحلات خلال المعارض بأجور رمزية..
من ناحيته قال عوض الزهراني رجل أعمال ومنظم معارض أخذنا على عاتقنا أن نقدم شيئا لهذه الأسر التي تحتاج من الجميع وقفة صادقة فكما تشاهد في هذا المعرض هناك أكثر من 50 أسرة منتجة مشاركة تسوق ما تنتجه وتصنعه من مواد استهلاكيه على مستوى عال من الجودة وتم دعمهم بإعطائهم أماكن العرض بأسعار رمزية تشجيعا لهم ودعما معنويا لهم لأن هذه الأسر أسست نفسها واعتمدت على نفسها وعلى أفكارها وهي فقط تحتاج الدعم وتوفير منافذ لتبيع منتجاتها وهذا الدور يجب أن يقوم به رجال الأعمال لأن دعمهم يعني توظيف هذه الأسر التي وجدت بابا كريما للرزق والاعتماد على النفس وعدم الاتكالية وذلك سيفتح الباب للكثير من الأسر التي لديها أفكار لتكون مشاريع صغيرة تشق بها طريقها.
دور غرفة التجارة
وقالت حياة بنت محفوظ مسؤولة الأسر المنتجة بالغرفة التجارية:
نحاول أن نوجد البازارات لهم وأماكن البيع وكذلك الدعاية لهم حتى يعرف الناس عنهم وعن إنتاجهم والأسر المنتجة والأسر المنتجة ليست أسر فقيرة وإنما أسر متنوعة فيهم المتعلمة والتي لديها أفكار تجارية وليس لديها المقدرة أن تفتح محل لتسويق منتجاتها وتلجأ للبازارات ومن بيتها للتسويق وكما ترى إنتاج هذه الأسر فهو على مستوى كبير ومميز من الدقة وبخامات جيدة وهناك المثقفة والمبدعة والهاوية وكلهن قدمن إنتاجا راقيا يزخر به هذا السوق وهنا أشكر القائمين والمنظمين للسوق الذين أعطوا الأماكن للأسر بإيجارات رمزية والأسر المنتجة تقوم برعايتها الغرفة التجارية ولدينا عدة جهات تتابع إنتاجهم وتساعد في أشياء كثيرة تخصهم وهناك حوالي 750 أسرة منتجة منهم من ساعدتها ظروفها المادية في فتح محل لتسويق منتجاتها ومنهن من لا زالت تسوق من منزلها وعن طريق البازارات كذلك نتابع الأسر المنتجة من ذوي الظروف والاحتياجات الخاصة ونرحب بها وندعمها ومن هنا أتمنى تكاتف الجهود بين الغرف التجارية ووزارة الشؤون الإجتماعية ورجال وسيدات الأعمال حتى يتم احتواء هذه الأسر المنتجة والتي سيكون لها شأن كبير في خدمة البلد لما تقدمه وتنتجه من منتجات استهلاكية راقية تضاهي ما هو موجود في الأسواق الشعبية من منتجات مستوردة.
منتجات وفيرة
ومن المشاركات من الأسر المنتجة أم غسان التي تبيع العبيّ وبعض المشغولات اليدوية والملابس وتقول أتمنى أن ينظر إلينا بجدية لأن لدينا الكثير لنقدمة للسوق المحلي من إنتاجنا الذي نفتخر به ولكن للأسف لازلنا في حاجة للدعم من الجميع في إيجاد منافذ بيع بإيجارات معقولة لتسويق منتجاتنا أو أن يتعاونوا معنا في أخذ منتجاتنا ويسوقوها ونحن على استعداد لتطويرها إذا أرادوا ذلك لأن لدينا أشغالا يدوية كثيرة نخسر عليها مبالغ في الخامات التي نصنع بها وكذلك عند مشاركتنا في المعارض أو البازارات التي تكون الإيجارات فيها باهظة ولمدة محدودة وهناك من وعدنا بالوقوف معنا ودعمنا وهذا مانتمناه.
ومن المشاركات من الأسر المنتجة نادية فضل التي تعرض منتجاتها التي تجهزها في بيتها وقالت أقوم بعمل السبح وهي هواية بدأت معي منذ ثمانية أشهر ووجدت أن عليها إقبالا لأن السبح التي نجهزها لجميع فئات العمر للشباب وكبار السن والمراهقين والمراهقات وتستخد أساور في اليد وركزت على الأشكال الجمالية في السبح وبعد ذلك وعندما وجدت الإقبال يزداد، وعليها طلب استعنت بعدد من الفتيات وأصبحت أسوقها من البيت وعن طريق البازارات وتمكنت من فتح محل متواضع وبحمدالله فالكثير ممن شاهد منتجاتنا أشاد بها وأتمنى أن أجد من يدعمني لكي أشارك في بازارات خارج المملكة سواء في دبي أو لبنان لأننا في حاجة أن يشاهد العالم الخارجي إنتاجنا، أيضا بالإضافة إلى أشغال السبح نقوم بأعمال التطريز على الملابس والفتاة السعودية لديها عقلية وفكر نظيف تقدر أن تبدع وتعمل بجد وبتقنية عالية متى ما وجدت الدعم وهذا الذي نتمناه فكما ترى في هذا السوق هناك الكثير من الأسر التي تشارك بمنتجاتها المميزة التي تنتظر من يقف معها في تسويق ما تنتجه.
وخلال الجولة التقينا بالدكتور يعقوب ياسين دكتور في طب الأسرة بمستشفى الملك فهد بجدة، قال: ليس من سمع كمن رأى حيث كنت أسمع عن الأسر المنتجة ولكن لم أتخيل أن لدى هذه الأسر إنتاجا بهذا الشكل المميز من المنتجات الاستهلاكية سواء الملابس النسائية أو المأكولات أو أشياء أخرى ووجدت أن هذه الأسر تحتاج من يقف معها ويدعمها في إيجاد منافذ بيع لمنتجاتهم المتنوعة والكثيرة وهذا من حقهم ومن واجب رجال الأعمال أن يقوموا بهذا الدور أو أن يقوموا بشراء منتجات هذه الأسر وتسويقها بطريقتهم وهذا سيكون له دور كبير في تحفيزهذه الأسر وتقديم المزيد من الإنتاج الذي نستورده من الخارج ولا نعرف مصادر خاماته كذلك فتشجيع هذه الأسر ودعمهم سيحفزهم لتأسيس مصانع صغيرة تتطور وتكبر مع الوقت.
وحول الأسر المنتجة شارك الأستاذ محمود تركستاني رئيس المسؤولية الاجتماعية بالبنك الأهلي، قال: الأسر المنتجة هو تحويل الأسر المحتاجة لأسر منتجة، أسر تعتمد على نفسها في تسيير أمورها الحياتية ولا تحتاج لإحسان الآخرين وقد قمنا في البنك الأهلي في هذا المجال بتدريب هذه الأسر وتحويلها إلى منتجة حيث يتم تدريب هذه الأسر على حرف مهنية وإنتاجية بالنسبة للمهنية، يعني يتم تدريبها على مهنة معينة بحيث تستطيع أن تتوظف بعد أن تتقن هذه المهنة أو تعمل لحسابها الخاص كأن تتعلم الخياطة أو المكياج أو المهن اليدوية ويتم تأهيلها حتى يكون لديها حرفة أو صنعة تفيدها مستقبلا وتعتمد على نفسها ولا نكتفي بذلك لكن يتم دعمها بتوفير ماتحتاجه من مواد خام وما يتوافق مع مهنتها مثلا إذا كانت خياطة يتم إعطاؤها ماكينة خياطة ومستلزمات الخياطة من أقمشة وخلافة وبالنسبة للمهن الإنتاجية فيتم تدريبها على الإنتاج من داخل المنزل، وتتم مساعدتها في تسويق هذا المنتج مثل عمل الهدايا والمشغولات الأخرى وقد لاقت هذه المنتجات استحسان الكثير ممن قدمت له ويتم تدريبهم على هذا الأساس كذلك يتم تدريب سيدات في الجمعيات الخيرية على المهن اليدوية والإنتاجية وتأهيلهن حتى يصبحن مدربات ليدربن أخريات في مناطق أخرى وقرى نائية ويتم كذلك تأهيل أماكن التدريب بما تحتاجه كذلك قام البنك بإيجاد مشروع جديد وهو مشروع صناديق قروض صغيرة داخل الجمعيات لمن تريد أن تأسس مشروع صغير ولم نغفل جانب الدعاية لهذه الأسر المنتجة حيث تم بالاتفاق مع هذه الأسر عمل كتيب يحتوي معلومات متكاملة عن إنتاج هذه السيدة وعنوانها ويوزع على مستوى المملكة وقد لاقت منتجاتهن استحسانا كبيرا ممن وصلتهم كذلك خلال البازارات نأمن لهن أماكن بيع لمنتجاتهن.
وعن دور الغرف التجارية ورجال الأعمال يقول تركستاني: الغرف التجارية عليها دور كبير في دعم هذه الأسر وذلك بتحفيز رجال الأعمال بشراء منتجات هذه الأسر وتسويقها بطريقتهم وأذكر هنا أن غرفة الرياض عندما كان لديها معرض أعطت التنظيم لإحدى السيدات من أصحاب المشاريع الصغيرة وكان بالنسبة لهم مخاطرة ولكن نظروا لنتيجتها الإيجابية على هذه السيدة.
وهنا أتمنى من الجميع من رجال أعمال ومسؤولي غرف تجارية أن يقوموا بدورهم تجاه هذه الأسر التي تحتاج لوقفتهم الجادة.
ومن الجهات الداعمة للأسر المنتجة التي لها دور بارز في هذا المجال الجمعية الفيصلية الخيرية النسوية بجدة التي أقامت مركز «سليسلة» للحرف والفنون التراثية الحديثة الذي يقوم بدور كبير في دعم الأسر المنتجة والحرف اليدوية ويستهدف المركز فتيات الأسر المحتاجة أو محدودة الدخل والصم والبكم والمعاقات جسديا.
ومن أهم أهداف المركز المساهمة في الحد من انتشار الفقر والبطالة وتشجيع شراء المنتجات المحلية المصنوعة بأيدٍ سعودية:
تحسين مستوى الحالة الاقتصادية لفتيات الأسر المحتاجة.
تقديم الفرص للمعاقات جسديا للمشاركة في الإنتاج وتحقيق ذاتهن كأعضاء فاعلين في المجتمع أسوة بغيرهن بالإضافة للمردود المادي من دخل المبيعات.
كما ويقيم المركز دورات تدريبية على الأشغال اليدوية والحرفية لفتيات الأسر وذلك لدخول سوق العمل.
دورة في الأعمال الفنية.
دورات في كيفية التعامل مع السعف وتوظيفه بشكل حديث.
دورات لتعليم أساسيات الرسم باستخدام المنظور وجماليات الفن المعماري التراثي. ويتم تسويق منتجات الأسر من خلال المشاركة في المعارض والبازارات المحلية الصغيرة التابعة للجمعيات أو الجهات الأخرى وتنظيم المعارض السنوية الخاصة بالجمعية، أيضا الانتشار خارجيا من خلال تنظيم المعارض في بعض دول الخليج العربي مثل الكويت والإمارات.
افتتاح محل تجاري دائم لبيع منتجات المركز.
عقد الاتــفاقيـات الترويجية مع جهات متعددة مثل الفنادق وخطوط الطيران والهيئة العامة للسياحة والآثار والبنوك أيضا الاتجاه للتسويق الإلكتروني.