ادعت بعض شركات إنتاج الدواجن بأنها خفضت أسعارها تجاوباً مع قرار دعم الأعلاف وطبلت وغنت على هذا التخفيض وكأنها تمن به، ولكن بعد هذا الرعد الاحتفالي أمطرت بنصف ريال.. وهو مقدار التخفيض كما ذكر تقرير في صحيفة الاقتصادية نشر يوم الأربعاء الماضي، فإن هذا النصف المظلوم يعطي المستهلك بدلاً منه حبة علك أو مناديل..
أيضاً تخفيض شركات الدواجن المحلية جاء بسبب الدعم كما تقول، وأيضاً متزامناً مع سبب آخر لم تذكره، وهو أن أسعار الدجاج المستورد انخفض بنحو 15% وكانت مضطرة لمواكبة هذا التخفيض أيضاً.
تحدثت في المقال الماضي أن الدعم الذي تقدمة الدولة يهدف للتخفيف عن كاهل المواطن يجب أن يتابع بدقة وأن يقاس الأثر بشكل دقيق وإلا فإن هناك قنوات يمكن أن يوظف الدعم من خلالها بشكل أفضل... كتب الدكتور عبد العزيز المقوشي كلاماً جميلاً كعادته، واقترح قيام شركة وطنية للتمويل تشرف عليها الدولة يساهم فيها المواطنون من خلال الاكتتاب العام وتحظى بدعم حكومي وإعفاء جمركي لمستورداتها وتتولى هذه الشركة توفير كافة احتياجات المواطن الأساسية بأسعار معقولة وتحتفظ أيضاً بهامش ربح مقبول..
وأعتقد أن مثل هذا الاقتراح مهم ويعالج بشكل أساسي مشكلة باتت مؤرقة ومكلفة لأن التاجر عادة ما يبحث عن أرباح كبيرة وليست معقولة، وبالتالي فإن وجود مثل هذه الشركة والتي يمكن أن تنبثق منها جمعيات تعاونية تنتشر في الأحياء من خلال مراكز بيع كبيرة، كما هو معمول به في بعض الدول مثل الكويت ويمكن أن تلجم كثيراً من جشع بعض التجار.
أن حرص الدولة وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بمواجهة كل ما يمكن أن يزيد من تكاليف المعيشة توجه محمود ومقدر من جميع أبناء الوطن، ولدينا نخب متخصصة من اقتصاديين وخبراء أجزم أنهم قادرون على تقديم مقترحات تمكن من الاستفادة الكاملة والفاعلة من الدعم الذي تحرص الدولة على تقديمه.