«خمسة وعشرون» يوماً ستكون «مختلفة» في وزاراتنا ومصالحنا الحكومية «فالاستيقاظ» فيها ليس باكرا كالمعتاد، فلا حاجة لمزيد من الوقت من أجل التهام «صاروخ» كبدة ، ولا قراءة مجانية للصحف وسرقة عناوينها عند باب «البقالات» نتيجة الهجمة المرتدة «لكبسة السحر» الشهيرة!! وما رافقها من «بقايا الفطور» وما بينهما من» نقنقة خفيفة» لا تذكر تقدر بحاجة «3 أشخاص» عدول من الطعام ليومين!! فلا رمي لأعقاب السجائر مع النوافذ كالمعتاد!!
الغالبية العظمى من الموظفين «المستيقظين» طبعاً لأنه بالتجربة والممارسة وعطفاً على الأعوام الماضية هناك من هو «خارج التغطية» فيأتي لمكتبه طوال هذه الأيام «ليكمل النوم» استعداداً لفترة» المساء والسهرة» وهؤلاء خارج «تغطيتنا اليوم» كما هو حالهم أصلاً والله لا يغير عليهم ويقبل منا ومنهم!!.
تلاحظ أن «الأناقة الصباحية» لا يعيرها من «استيقظ من موظفينا» أي اهتمام عند الخروج فتشاهد أنواع «الشمغ المعفطة» والعيون «المغمصة» والجيوب «المفتوحة» ويقولك يا أخي «حر مرّه.. موت» وكأن الدوام في جبال الألب «مقطعة» يا الله من «شين النفس» بعد في التعامل مع المراجعين وكأنه «المسلم الوحيد في البلد» مردداً كلمة «اللهم إني صائم»، بالحق والباطل مقرونة بالعبارة الشهيرة «راجعنا بعد رمضان» وكأنه شهر بلا عمل!!. نفر آخرون أثر فيهم رمضان فارتفع لديهم منسوب التظاهر «بالتقى والصلاح» عند المدير وعامة الموظفين وتجلى فيهم كذلك وبشكل مفاجئ «البر بوالديهم وكل أهل الحارة وعمالها وكل من انقطع به السبيل في حيهم» لتنقضي أوقات الدوام عندهم بين تلاوة القرآن و»السفر للعمرة» والتفرغ لتجهيز «موائد الخير» وإفطار الصائمين في المساجد، ولحاجة «المدير المسكين» لمزيد من أعمال الخير في هذا الشهر يتم إشراكه في «الأجر» والتثويب له لعل الله أن يمحو من خطاياه ويكفر عنه ما ارتكبه في الـ «11 شهراً الماضية» حتى لو كان على حساب أوقات ومصالح المراجعين!!. فحسنات المدير أهم «غفر الله لنا وله»!!.
من باب الاحتياط و لإبراء الذمة آخرون يتمتعون بإجازتهم للبعد عن الشبهات وحتى لا يقع ما يفسد الصوم في رمضان من كلام أو عمل، فهم أعلم بأن أعمالهم قد تؤثر على صيامهم، مممممم «أجل شبهات».. وبعد رمضان يعودون من جديد ولكل حادث حديث!!
فيما يجتهد «الحاضرون الغائبون» من «موظفي المتابعة» للنهوض من مكاتبهم لمحاولة رصد «المتغيبين والمتكاسلين» عبر «التمغط قليلاً» مع تثاؤب مقرون بأصوات «موسيقية نشاز» عند الأبواب وتحريك أو «سحب الأرجل» في بعض «الأسياب والممرات» مع ترديد عبارات ونكت وحوارات مشاهد مسلسلات البارحة على بعضهم البعض.. وصلى الله وبارك!! وحتى لا يقال «نسمع جعجعة ولا نرى طحناً». افتح عينيك عند باب أي من الدوائر الحكومية ستشاهد حتماً «مراجعاً» تقطعت به السبل فهو ممن قضت الأقدار و بسبب دعاء زوجته عليه» بأن لا تنجز معاملته إلا في رمضان وقد أصابه القلق وبدت عليه مظاهر «الوسواس الرمضاني القهري» التي تبدأ «بفرك الشوارب» و «عضضت الشفايف» و»بحلقة العيون في السماء» دون سبب يذكر.. لتنتهي بالتمتمة بآيات من قصار الصور وأذكار وأدعية رددها من البارحة في صلاة التراويح لعل الله أن يرزقه بموظف يعرف «رب رمضان حقاً» أكثر مما يعرف «رمضان فقط» ويستطيع أن ينجز ما أوكل له بشكل يعكس أخلاقنا في هذا الشهر ولا يعكس سلوكياتنا فقط!!
وتنقضي الـ «25 يوماً» وهو لا يزال يسأل الله أن يستجيب لدعائه في أحدها!!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net