أكيد أنّ وفاة شاب نتيجة جلطة بسيطة في مستشفى حائل العام، ستؤثر على أهله وعلى كل من سيسمع أو يقرأ هذا الخبر، داخل أو خارج حائل، وليس لهؤلاء منا غير الدعاء بالرحمة وبجنة الخلد. وهنا، يجب أن نسأل عن الإمكانيات التي تتوفر في مستشفى عام وكبير، مثل مستشفى حائل، والذي يُفترض أنه يخدم منطقة بكاملها.
هل هذه الإمكانيات ستتيح له استقبال حالات صعبة، والتعامل معها طبياً، بالشكل الذي يمكن فيه إنقاذ المريض، بعد مشيئة الله؟! لماذا تكون هناك حالات بسيطة، ثم تتسبب في موت المريض، ليس في مستشفى حائل العام، بل في كل المستشفيات العامة التابعة لبقية المناطق؟!
إنّ واقع الخدمات الصحية في مناطق مثل الجوف وجازان وحائل، يجب أن يتم التعامل معها على مرحلتين، مرحلة الحصان ومرحلة العربة. فإذا لم نصلح حال الحصان، فإنه لن يستطيع أن يجر العربة.
وإن لم نصلح العربة المتساقطة، فإنّ الحصان لن يستطيع جرّها.
يجب أولاً إصلاح الخدمات من مبانٍ ومن تجهيزات طبية لأقسام الأشعة والمختبرات وغرف العمليات والصيدليات، ومن مستلزمات ومحاليل وأدوية.
ثم يجب إصلاح الطواقم الإدارية والفنية والطبية والجراحية. وهكذا نكون جهزّنا الحصان القوي، لكي يقود العربة المتينة. وبدون ذلك، سوف لن نستغرب أن يموت المريض، من نزلة برد!