نُشر قبل زمن غير بعيد خبر توصل دراسة فرنسية حديثة إلى أن المرأة التي تقرأ دائماً تكون أخف وزناً من المرأة التي لا تميل إلى القراءة. وقد صدرت هذه الدراسة بعد عشر سنوات من البحث..
وأضافت الدراسة أن 60% من النساء اللاتي يعانين من زيادة الوزن، والاكتئاب لا يهتممن بالقراءة، ولا الثقافة، بينما البقية المتبقية يهتممن بها، لذلك يتمتعن بوزن معتدل لإدراكهن أهمية إقامة توازن في حياتهن الشخصية فيتجهن نحو ممارسة الرياضة، والعمل للتفوق في الحياة.
وهي دراسة مهمة نخرج منها بحافز جديد يرغب المرأة في القراءة..
ويجعلها تعيد النظر في أمر استهتارها بالكتاب، ومقتنيه من الجنسين..!
ونستثني من ذلك القراءة السطحية المتمثلة في تصفح الصحف، والمجلات لقراءة الأخبار الرياضية، والمشاكل الأسرية، والجرائم الاجتماعية، ووضع البورصة، وآخر تطورات سوق الأسهم العقارية، وغير العقارية، حيث استبعد أن يكون لها دور في نتيجة الدراسة التي تم التوصل إليها.
تقلب والدتك الصحيفة، كما تقلبينها، تطلع على الخبر أعلاه فتكذبه جملة وتفصيلاً.
منذ مدة وهي تطالع ما يقع تحت يدها من صحف، ومجلات، وقدميها مستمرتين في معاناتهما من جسم تراكمت الشحوم في منطقة الردفين، والبطن، والظهر، وبدت مترهلة أكثر مما ينبغي على كيان امرأة أنهك جسدها الحمل، والإنجاب، ولا ننسى فتيات مازلن صغاراً، ويعانين المأساة نفسها، فهل نوافق الأم في تكذيبها للخبر «جملة، وتفصيلاً»؟؟.
القراءة الجادة للصحف، والمجلات بسمينها قبل غثها، والقراءة المتعمقة المخلصة للكتاب تمنح المرأة مساحة ثقافة تخدمها قطعاً، لأنها ستدرك القيمة الغذائية لكل طعام، وشراب، وحجم السعرات الحرارية، والكم الذي يحتاجه الجسم منها.
والأهم من ذلك أن القراءة للمثقفة المرأة مقهى تقصده إن جارت عليها الحياة بتقلباتها، ومشاكلها، ومتاعبها.
بينما أغلب النساء غير المثقفات يلجأن إلى قتل تقلبات الحياة في وجوههن بتناول كميات إضافية من الطعام دون أن يشعرن بأنفسهن، وهن قابعات أمام جهاز التلفزيون، أو يبددن تلك التقلبات بالإفراط في النوم، وقد ثبت أن النوم عامل مساعد لزيادة الوزن، بالذات إذا سبق النوم تناول وجبة دسمة....
وما أكثر وجباتنا الدسمة.
النساء العاشقات للقراءة قد ينسين تناول بعض وجباتهن لإبحارهن - وباستمتاع - في ميناء القراءة، ويمها، وموجها.
وإن حدث وشعرن بالجوع، أسكتنه بوجبة خفيفة، أو فاكهة سهلة التناول.
بالإضافة إلى أن المثقفة حريصة على أن تبدو للآخرين بمظهر حسن، يسر الرائين لها، كجمال الجسم، وتناسقه، ورشاقته، فتأتي بما يمكنها من ذلك بأساليب، وطرق صحيحة، وموجهة، لاستيعابها أن للحمية أنظمة، وشروطاً.
بعكس البدينات، الجاهلات، الكسولات فإنهن يهربن من بدانتهن، وجهلهن، وكسلهن، بأن الأهم هو الصحة، وما علمن أن لرشاقة الجسم، وخفته وخلوه من الشحوم المتراكمة دور في صحة الجسم، وحمايته من الأمراض.. فكم من مريض بدين وجد في إنقاص وزنه شفاء لثلاثة أرباع مرضه..!!
bela.tardd@gmail.comp.o.Box:10919-Dammam31443