أطمح، أريد، أتمنى، كلها كلمات كانت مرتبطة بي أيام دراستي لكن بدأت أفقدها الآن لماذا؟؟ السبب بسيط وهو أنني تخرجت من الجامعة واصطدمت بالواقع المر، لا أدري ما السبب هل هي طموحاتي العالية جداً أم أن الطموحات واقعية جداً والكل يحلم بها لكن واقعي الذي يهدم هذه الطموحات، أشعر أنني موجودة داخل أحد الأشكال الهندسية لن أقول المربع لأن له زوايا وأستطيع أن أجلس في إحدى زواياه وأستجمع قواي مرة أخرى لكني أشعر بوجودي داخل دائرة أجد نفسي في مركزها كلما حاولت الذهاب إلى جهة منها يعيدني هذا المنحنى إلى مكاني الأول لا زاوية فيها أستند عليها ولا مخرج لي منها.
عندما كنت على مقاعد الدراسة كنت أحلم بذلك اليوم الذي أمسك فيه بيدي بتلك الورقة المصنوعة من ورق مقوى وعليها من الأختام والتواقيع إنها (الوثيقة) حتى أنطلق وأحقق ما أريد لكن لم أعلم أنها مقبرة طموحاتي، لكي تشغل وظيفة معينة لابد أن يكون معك شهادة جامعية أصبح لدي اعتزاز بنفسي وأنا أحملها وأتجه نحو الوظيفة لكنهم وضعوا علامة + بجانب الشهادة الجامعية وكتبوا بعدها الخبرة..!! كيف لي أن أكون من أصحاب الخبرات وفرصتي في البداية قد بدأت تتآكل والأدهى الآن والأمرّ بدأ وهم جديد وهو القدرات للجامعيين ألم نكتف من القدرات التي أصبحت مقياساً لدخول الجامعة وإهدار كل السنوات الـ 12 من الدراسة..
في مقولة لـ (بوب بروكتور) وهي: إذا رأيت ما تطمح إليه بعين خيالك فلسوف تمسك به بين يديك.. هذه المقولة وغيرها مما يصب في نفس الموضوع كنت أدونها عندما أقرأها وأسلي نفسي بها كلما ضاقت علي لكن الآن أصبحت أعجز حتى عن الكذب على نفسي والتحلي بها فواقعي يحتم علي ذلك وخصوصاً مع تواجد الشبح الأكبر (الواسطة) عندما تتقدم بأوراقك لدى أي جهة للتوظيف تجد من يقول لك إن هذا الأمر شكلي فقط لأن الوظائف المتاحة قد شُغلت من قبل أصحاب الواسطات حتى من قبل نزول الإعلان عن هذه الوظائف وعندما تذهب للمكان الآخر لتطور من نفسك من خلال التدريب على أشياء جديدة والحصول على شهادات أعلى وأكثر تواجه نفس الكلام السابق (عندك واسطة يقبلونك) ماذا أفعل الآن بما لدي من شهادات حسبت أنني سأراها بفخر لكنها الآن لا تعني لي شيئاً سوى أنها بضع وريقات كتب عليها اسمي فقط وكأني أحتاج لأن أعرف ذلك.. نضطر أحياناً لمخالفة ما كتب في هذه الشهادات والتقديم على وظائف ليست ضمن نطاق تخصصاتنا لماذا؟ هل هو لعدم رغبتنا في العمل بنفس التخصص أم أنه وفجأة أصبحت الوظائف المتاحة لهذا التخصص نادرة جداً؟
أترك الجواب لك أنت أخي القارئ ولكِ أنتي أختي القارئة وأنا على يقين أن ما لدي وما لدى الكثير غيري لم تتسع له هذه الكلمات بعد...
ومضة قلم:
في بيتنا جذعٌ حنى أيامه وما انحنى.. فيه أنا
د. خالد المنيف
وأحسن الحديث الذي أختم به كلماتي قوله تعالى:
{إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِين}