خطت إحدى الشركات الكبرى في القطاع الخاص خطوة لم يسبق لها مثيل - على حد علمي - وهي توظيف عدد كبير من ذوي الاحتياجات الخاصة العاطلين عن العمل في محلاتها التجارية ذات الفروع المتعددة في المملكة، ولا شك أن هذا العمل الإنساني النبيل يكتب بماء الذهب، ولا يخفى عظم أجره عند الله، ولولا أني أعلم أن إخفاء العمل الخيري أولى وأفضل من إعلانه لصرحت باسم تلك الشركة، ويغلب على الظن أنها لا ترضى بالتصريح باسمها طلباً في مزيد الأجر والثواب، ولكن الأهم من ذلك أن تعلم بقية الشركات الأخرى والمؤسسات بهذا الخبر لتحذو حذوها، وتستقطب هذه الفئة من المجتمع التي لم يكن لديها القدرة على تخطي ظروفها المزمنة والحصول على أعلى الشهادات التي تؤهلها للعمل الوظيفي الذي يحتاج إلى قدرات خاصة، علماً أن هناك منهم من يعمل في القطاع الحكومي في المجالات التي تناسب حالهم، ولكن هذا لا يكفي فلا بد من تضافر الجهود بين القطاعين من أجل استقطاب أكبر عدد ممكن من تلك الفئة الغالية كي تشق طريقها في الحياة، وتشعر بدورها في المجتمع.
فإني أناشد القطاع الخاص أن يعمل جاهداً على فتح المجال أمام الشباب بصفة عامة وهذه الفئة بصفة خاصة، وهذا مطلب للدولة - وفقها الله - فقد صرح كثير من المسؤولين عن ضرورة سعودة الوظائف في القطاعين العام والخاص، وأن ذلك يسهم بشكل فاعل في حل مشكلة البطالة. فأشكر لهذه الشركة المعنية صنيعها، وأسأل الله أن يجعل ذلك في موازين حسناتها، وإلى مزيد من المواقف الإنسانية والأعمال الخيرية في بلد الخير والنماء.
المعهد العالي للقضاء
dr-alhomoud@hotmail.com