قمت بزيارة لجبل طارق خلال رحلة إلى الأندلس والاطلاع على الآثار العربية والإسلامية، فجاءت هذه الخواطر تحيي ذلك الماضي المجيد.
صفحات مجدك لا تزال مضيئة
وعلى جوانبه الشذا ينثال
فهنا الفتوحات المجيدة سُطّرت
وبعزم طارق تضرب الأمثال
عرفوه رمز بطولة وبسالة
فهو الشجاع تجله الأبطال
قاد الجنود بحكمة وبطولة
عبر المضيق وموجه الأهوال
وتقابل الجيشان في أرض الوغى
فإذا بطارق ضيغم رتبال
صدم العدو بقوة وبسالة
فتزلزلت من بأسه الأرتال
وإذا «بليذريق» يجثو مذعناً
والعين إن نطقت تقول محال!
خمسون ألفاً تلتقيهم ثلة
وسيوفهم في هامنا تنهال
ومشيت وسط دروب طارق ذاكراً
مجداً له التقدير والإجلال
شاهدت وقع خيولهم ورماحهم
الله أكبر تلكم الأطلال
وصعدت صخرة طارق وإذا بها
مجد الفخار بعزهم تختال
وعلى ذرا أرض الفرنجة رفرفت
راياتنا وانزاحت الأغلال
وتفاءل الضعفاء في إنصافنا
ولقد محا ليل الظلام هلال
عاشوا السلام بأنفس معتزة
وبطارق تتحقق الآمال
يا أرض أندلس فديتك خبري
عن مجد آبائي أفيه ضلال؟
أم كان ظلاً وارفاً وحضارة
سعدت بفضل شموخها الأجيال
أضفوا على البلدان نوراً فارتقت
عزاً وأورق للعلوم ظلال
وتبدلت شهب الرمال بنضرة
وتزيّنت بالباسقات جبال
ودعيت بالخضراء في عهد الهدى
وتألقت في العالمين خصال
يا أرض أندلس إليك تحيتي
في مقلتيك يسرني الترحال
أوَ ما ذكرت جدودنا وخصالهم
فيما مضى ذكر لهم وجمال