|
الجزيرة - جميل البلوي
ليس كل ما يلمع ذهباً، لكن كل ما يلمع الآن قد يكون «ساهر»، هذا اللمعان ينعش المرور والشركة المشغلة ويتم تقاسم مردوده بينهما بقسمة ضيزى.
في مقابل ذلك تشهد الطرق السعودية حالة احتقان لدى مرتاديها منذ بدء تطبيق نظام «ساهر» المروري ليس بسبب أنهم لا يرغبون التقيد بالأنظمة المرورية بل لكون التعاطي مع هذا النظام يتم بصورة ترصدية، فأنت تجده على الطرق السريعة وقريباً من الأحياء السكنية وفي المنحدرات والمرتفعات التي تتطلب سرعات عالية وبطريقة توحي بأن الهدف تحصيل قيمة المخالفة وليس السلامة المرورية العامة بحسب شكوى كثير من المواطنين.
وكرر مراقبون - غير مرة - «الإستراتيجية المرورية يجب ألا تخضع لمعايير تسويقية وإلا ستنصرف رسالة المرور إلى الربح المادي على حساب تطبيق وتفعيل أهداف هذه الإستراتيجية، مشيرين إلى أن المواطنين ربما واجهوا هذا النظام بحلول قد تتسبب في إفشاله».
وينتقد المواطنون نظام «ساهر» المثير للجدل على نطاق واسع، وفي كثير من الأحيان تعرضت كاميراته للتكسير والتهشيم، ويتطوع مواطنون للتنبيه والتحذير منه بإنارة أضواء مركباتهم، ويصل المتحمسون حد الوقوف بالقرب من الكاميرات ولفت أنظار السائقين مباشرة لتهدئة سرعاتهم.
وضمن تداعيات «ساهر» بادر بعض السائقين إلى استخدام حيل تمكنهم من تلافي أنواره، وذلك باستخدام تقنيات تكشف كاميراته، أو استخدام مركبات بأرقام خليجية، بجانب طمس اللوحات السعودية.
ويرى سعوديون أن التوحد ضد «ساهر» أو استخدام أساليب مضادة هو نابع من آليات تطبيق النظام التي تستهدف المخالفين دون تحذيرهم وبالتالي فإن المواطن يرد بذات الأسلوب.
وقال مواطن، «ساهر» هو ابن غير شرعي لمعظم السعوديين والمقيمين لأمرين الأول أنه أضاف عبئاً على الأسرة وأصبح له نصيب في دخلهم الشهري كأي فرد منها، والثاني وهو الأمر الواقع أن النظام برمته لم يجاز من مجلس الوزراء ما يؤكد عدم شرعيته.
وبالمقارنة بين نظام «ساهر» والتجارب القريبة منه، ففي حين يأخذ النظام المحلي السائقين على حين غرة، فإن معظم التجارب الدولية تحذر السائقين وتكرر تحذيرهم بوجود كاميرات مراقبة لتخفيف سرعاتهم، ما يؤكد بأن الهدف هو مجابهة سرعة السائقين وليس تحصيل الرسوم منهم مقارنة بما يحدث محلياً.
وإذا ما استمر «ساهر» بهذه العقلية الربحية النهمة فإنه لا غرابة في أن تجد في المستقبل إعلاناً مرورياً مفاده «احصل على مخالفة والأخرى مجاناً».