الأعداد البشرية النسوية الشابة التي احتشدت حول بوابات عدة جامعات سعودية في مكة وأبها والرياض وجدة وأسمعت صوتها وأوصلته لخادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي تجاوب مع رغبات هؤلاء الشابات بإصدار مرسوم ملكي يلزم الجامعات بقبول كل المتقدمات في التخصصات التي تناسب مجامعيهن ونسبهن العلمية.
في وطن مثل السعودية تعيش فيه الفتاة حالة اجتماعية خاصة تفرض عليها قلة الخيارات والمسارات في التعليم والعمل كيف تجرؤ بعض الجامعات على غلق الباب أمام المتقدمات للدراسة؟؟ على الرغم من أن هناك قرارًا سابقًا يعطي كل طالب وطالبة الحق في استكمال الدراسة الجامعية طالما أنه يرغب أو ترغب في ذلك.
ومثلما علّمنا أهلونا «الميدان يا حميدان» فليقبل كل المتقدمين والمحك هو القدرة على الاستمرار.
خاصة في ظل وجود نظام السنة التحضيرية والذي تديره شركات بنظام الخصخصة تتقاضى من الجامعات ملايين الريالات.
كل هذه الأسئلة مشروعة بالتأكيد وتتطلب إجابة من مدراء هذه الجامعات وعمداء القبول والتسجيل فيها.
لكن الأمر الأكثر غرابة ودهشة هو ما تابعناه في اليوتيوب فالملاحظة المشتركة بين كل المطالبات التي دارت في داخل الأقسام النسائية في الجامعات هو عدم تعامل المسؤولات معها واكتفاءهن بغلق الأبواب عليهن وكأنهن لا يمتلكن أي مهارة إدارية وحوارية للتفاهم مع الطالبات والاستماع إليهن وبدلاً من أن يقمن بدورهن الذي تحتمه عليهن وظائفهن العليا اللاتي يشغلنها وعينَّ بها ثقة من المسؤولين بقدراتهن الإدارية على إدارة الأزمات والخروج منها على خير إلا أنهن في كل هذه المواقع اكتفين بغلق الأبواب في وجوه الطالبات وإدخال رجال الأمن والموظفين الإداريين للتفاهم معهن مع أن كل جامعة تدفع الملايين لشركات أمن نسائية فلماذا الاستقواء والاختفاء خلف الرجال ولماذا يتكرر المشهد الذي يعطي ويرسخ انطباعاً لدى الرأي العام وهو ضعف المرأة وهروبها من مواجهة الأزمات في الوظائف العليا التي تسندها لها الدولة؟؟؟؟
f.f.alotaibi@hotmail.com