1ـ الإنسان العاقل المدرك المُطَّلع معرَّضٌ للنقاشات والحوارات في كل مكان يحل به، فهو قد يناقش ويحاور مَن حوله في بيته وفي مقر عمله وفي أي مكان يجمعه بأقرباء وأصدقاء.. فالنقاشات والحوارات ظاهرة صحية يفيد فيها المناقش ويستفيد فالحكمة ضالة المؤمن، والإنسان مدني بطبعه يؤثر ويتأثر. ونحن ضمن ملايين البشر المحبين للنقاش والحوار البَنَّاء، حاورنا وتحاورنا وناقشنا وتناقشنا في كثير من الموضوعات المختلفة الدينية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية... إلخ، ونحن على استعداد أن نناقش ونحاور ونجادل في كل ما ليس قابلاً للنقاش أو الجدال بتاتاً، كأن ندخل في جدال حول:
إمكانية مرارة العسل، وعدم استبعاد فرضية غباء توماس أديسون، وأنه بالإمكان اسوداد اللبن وبياض الكحل، وأن نهر الدانوب يخترق إفريقيا من الشرق إلى الغرب، كل ما سبق وغيرها قد وأكرر (قد) نناقشها ونتحاور ونتجادل حولها إلا مسألة واحدة ليس بإمكاننا إلا أن نذعن لها ونجزم بها ونتفق تمام الاتفاق عليها وهي: أن الدين الحنيف ثم الوطن والمليك خطوط حمراء لا مجال للمساومة حولها، وأننا نفديها بكل ما نملك من نفس ومال وولد.
2 ـ وطنٌ يُعَد مهدَ النبوة ومنه انطلقت كتائب الحق تنشر نور الرسالة المحمدية، فعمَّ الهدى وانتشر الإسلام في أصقاع الأرض...
وطنٌ يضم أطهر وأقدس بقاع الأرض...
وطنٌ نظام الحكم فيه مستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية ولا سواهما...
وطنٌ علمه يحتوي على كلمة التوحيد وهي أعظم كلمة، وعلمه لايُنكَّس في أي حال من الأحوال لا لموت أحد ولا لأي حدث من الأحداث...
وطنٌ فيه عيدان فقط أقرَّتهما الشريعة السمحة: عيدا الفطر والأضحى...
وطنٌ تقام فيه شريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولها جهاز مستقل مدعوم بقوة من ولاة الأمر حفظهم الله...
وطنٌ ينال فيه علماء الشريعة مكانةً خاصة لدى الحكام والمحكومين...
وطنٌ يُستخدمُ فيه التقويم الهجري في المعاملات كافة...
وطنٌ فيه من الترابط والتكافل بين أفراد شعبه، وفيه المودة والمحبة بين الحاكم والمحكوم ما ليس في غيره من الأوطان...
وطنٌ فيه كل ما سبق وأكثر.. لاشك أنه وطننا الحبيب، نعم.. هو وطننا لاسواه، المملكة العربية السعودية، فهل نلام على حبه ؟
وهل نساويه بأي وطن ؟... خاب وخسر مَن أرخصك يا وطني.
3 ـ القرارات والأوامر السامية الأخيرة من لدن خادم الحرمين الشريفين أفرحتنا جميعاً فالحمد لله والشكر، ثم الشكر للقيادة الرشيدة التي تتلمس حاجات واحتياجات أبناء هذا الوطن العزيز. ولكن -وما أقسى ما بعد لكن أحياناً- ألا نخاف على تلك الفرحة أن تُغتال؟
نعم، تُغتال من قِبل مترصدين ومتربصين بأفراح المواطنين في مثل تلك القرارات الحكيمة السديدة، وكثير من هؤلاء المتربصين بأفراحنا شرسون لدرجة أنك تتخيلهم وهم يبتسمون عندما يقررون (اغتيال) فرحة المواطنين بزيادة في الراتب أو صرف راتب شهرين لموظفي الدولة وغيرها، فمن هم هؤلاء؟
إنهم الوكلاء التجاريون أو التجار أو حتى الباعة الذين يبادرون إلى رفع أسعار بضائعهم حال صدور مثل هذه القرارات السديدة الرشيدة، فترى الارتفاع ملحوظاً في الملابس وفي المواد الغذائية وفي العقارات بيعاً وشراءً وتأجيراً، وفي مواد البناء.. وقد يصل الأمر إلى باعة (المساويك)!
ولو استفسرت عن سبب تلك الزيادة أو ذاك الارتفاع في الأسعار وسألت أحد هؤلاء لأجابك (بابتسامة لا تخلو من مكر):
يا رجل، احمد ربك فقد جاءكم خير كثير!!
ألا من سبيل لردع هؤلاء ومنعهم من اغتيال فرحتنا أو تشويهـها؟؟