أنصاف الرجال الضعفــاء الذين لا يمــكن لهم مقاومة العــوامل الخارجية وليس بمــقدورهم الوقوف ضد الانحرافات الداخلية!
هؤلاء لا يستطيعون الصمود أمام المشكلات التي يعاني منها المجتمع ولم يتمكنوا من تكوين روح الخير ونزع روح الشر: لقد أنحى كثيرٌ من أهل الفكر باللائمة في ذلك إلى التربية الحديثة ومنهم ما قاله الدكتور الكسيس كارل الحائز على جائزة نوبل الدولية في كتابه تأملات في سلوك الإنسان: لقد انتقد كارل في هذا الكتاب التربية الحديثة وأوضاع الحياة الاجتماعية نقداً لاذعاً مؤكّداً أنها لا تبني الرجال وبالأخص من الناحية المعنوية والأخلاقية والاجتماعية. أما ريتشارد لفنجستون فهو يلوم التربية ويقول: إنها تهتم بتقدم العلوم والمهن وتهمل بناء الإنسان من الناحية الروحية. أما في المفهوم الإسلامي فإن بناء الإنسان يخضع إلى توافر القدوة الحسنة وتوافر الموعظة وضرب الأمثال والترغيب والترهيب ثم التأديب: يقول الإمام علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه علّموهم وأدّبوهم، وهذا يتطلّب عملية بناء الذات؛ فتنمية الضمير منذ الطفولة من خلال التعريف الكامل بما حرَّم الله وما أحلَّ والتذكير بأن لهؤلاء الصغار تاريخاً وتراثاً ومجداً تليداً وحثهم على التمسّك بالقيم والمبادئ وحب الوطن وطاعة ولي الأمر ومكارم الأخلاق والابتعاد عن كل ما له علاقة بالضعف والهوان والاتكالن وإفهامهم بأن الفراغ في بناء الشخصيات القوية المحصنة ضد كل الرذائل يعود إلى الضعفاء فقط وأن شباب الوطن اليوم بحاجة ماسة إلى من يدعمهم أخلاقياً ومعنوياً وهم بحاجة إلى التربية الإسلامية التي ترفض الخمول وعدم المبالاة!!
إن الوطن يحتاج إلى الرجال الأقوياء ولا يريد الضعفاء. واعلموا أنه لا وطن بدون رجال.