يقول الدكتور: مصطفى السباعي: (زُرْ المحكمة في العام لتعرف فضل الله عليك في حسن الخلق.. وزر المستشفى مرة في الشهر لتعرف فضل الله عليك في الصحة والمرض.. وزر الحديقة مرة في الأسبوع لتعرف فضل الله عليك في جمال الطبيعة.. وزر المكتبة مرة في اليوم لتعرف فضل الله عليك في العقل.. وزر ربك كل آنٍ لتعرف فضل الله عليك في نعم الحياة).
وبمجرد الانتهاء من تلك الزيارات سندرك السعادة الحقيقية وأنها في صفاء النفس، وطمأنينة القلب، وانشراح الصدر، وراحة الضمير.
فليس السعيد الذي ينال كل ما يرغب فيه.. بل الأسعد منه هو الذي يقنع بما عنده.. قال سعد بن أبي وقاص لابنه: (يا بني، إذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة.. فإن لم تكن قناعة.. فليس يغنيك مال).
وقد حاول الكيميائي Alexander Shulgin ابتكار عقار للسعادة هو Ecsatasy بدأ ظهوره في السبعينيات.. ولوحظ في البداية أنه يساعد على قوة البصيرة، والتفاعل الاجتماعي عند المرضى.. إلا أنه في الثمانينيات سجل جورج ديكاورني التأثير السلبي لعقار السعادة على خلايا المخ.. وقد تصل الأضرار إلى حد الموت عند المواظبة عليه بعض الوقت.. ومتعاطيه لوحظ عليه الاضطراب.. القلق.. نوبات الفزع.. قلة نوم مرضية.. فقْده لشعوره بالخصوصية والواقعية.. ويصل مرضه إلى جنون العظمة والهلوسة ويضاعف هذا العقار من الإحساس بالسعادة ما يقرب من أربعين مرة.
علماً بأن السعادة حالة ذهنية وسمة شخصية لا تُطلب بالعقاقير والمنشطات.. بل بما يسهم في الإحساس بها من الشعور بالاستقلالية.. الاعتداد بالذات.. الرضا عن النفس فيما يفعله الإنسان.. التقارب مع الآخرين.. والثقة بالنفس.
ولها موانع تحول دون تمتعنا بها كالحسد والغيرة، والحقد والغل، والغضب والظلم، والخوف من غير الله، والتشاؤم وسوء الظن، والكبر والمعاصي، والآثام والجرائم.
ولأننا نعاني من عدم تمتعنا بها فلا بد أن نحرص على تنشئة أطفال يتمتعون بسمة السعادة، ويرى علماء النفس أنها تتحقق لهم إن نحن حرصنا على تطبيق الآتي معهم:
1 - امنحوا أولادكم حرية الاختيار.
2 - نمّوا علاقات حميمة.
3 - قوّموا دوافعكم إلى التدليل.
4 - شجّعوا الاهتمامات المتنوعة.
5 - علّموا أولادكم مهارة التكيُّةف.
6 - وفّروا لأولادكم بيتاً سعيداً.
وقد نصبو إلى ما نريد إن حققنا تاءات السعادة الخمسة (التفاهم، التسامح، التفاؤل، التزين، التجديد).
bela.tardd@gmail.comp.o.Box:10919-Dammam31443