الاستقبال الإيجابي وردود الفعل المؤيدة التي استقبلت بها كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الموجه للشعب السوري والتي حذر منها من تدهور الأوضاع في هذا البلد العربي المسلم إن لم تعالج قيادته الأمر بحكمة حتى لا ينزلق البلد إلى فوضى لا يعلم إلا الله إلى أين تقود البلد.
هذا الاستقبال الإيجابي من قبل الشعب السوري بالذات الذي يقدم كل يوم عشرات الشهداء والجرحى، والشعوب والدول المحبة للسلام، لم يجد حتى الآن أذناً صاغية من النظام السوري، أو على الأقل هذا ما استشفه واستشعره المتابعون والمراقبون الذين يتابعون الوضع من خلال ردود أفعال الإعلام السوري الذي لا يزال يعيش قرون الظلام والتسلط الفكري، والقصف اللفظي الذي انقضى عهده، ولم يعد صالحاً، بعد أن انتفض الشعب السوري ونزع الخوف الذي عشعش لعقود طويلة في نفوسهم وغذاه إعلام فاسد.
الإعلام السوري لا يزال يردد بأنه سوريا تتعرض إلى مؤامرة إقليمية ودولية وأن الرسائل والنصائح المخلصة التي يوجهها قادة الدول الشقيقة والصديقة هي رسائل تهديد أمريكية.
ما هذا؟! أي لغة يتكلمون هؤلاء القوم؟ هل تصلح هذه اللغة المتخشبة وآلاف الشهداء من السوريين مدنيين وعسكريين يسقطون نتيجة الغطرسة والذهاب بعيداً في إيذاء الشعب وتدميره؟
إن القيادة الحكيمة والراشدة والواعية هي التي تستمع إلى صوت العقل فتتعقل خاصة في التعامل مع شعبها، لا أن تذهب بعيداً في غيها عناداً وتسلطاً، فيما يتوالى تساقط الشهداء ويتضاعف عدد الجرحى.
jaser@al-jazirah.com.sa