كم هم «مساكين»، قلوبنا معهم..! هذه «ردة فعل» السواد الأعظم منا تجاههم مع الأسف الشديد، حيث لم نحرك ساكناً يذكر بعد.! رغم أنهم «مسلمون» مثلنا، يصومون ويصلون، ويشهدون «بوحدانية الله»، إلا أننا نسيناهم مع «زحمة الحياة»وبريقها، عندما وقعوا «ضحية» تقدير المنظمات «الإنسانية «في واحدة من أكبر «الفضائح البشرية» في القرن الحادي والعشرين. يحاصرهم الموت والجوع أمام أعيننا وعلى مدار الساعة، نسمع «أنينهم» ولا نشعر بهم..! فنحن مشغولون بالتهام حبات «الشيبس» مع مشاهدتنا لهم عبر الشاشات وكأننا نتابع فيلم رعب لا يصلح لمن هم دون الثامنة عشرة..! «أربع عشرة» ساعة كتب الله علينا فيها أن نعيش مثلهم بلا أكل أو شرب..! علنا نستيقظ..؟! ولكن الفرق كبير بيننا وبينهم..؟! فنحن نعود مع مغيب الشمس لنتلذّذ بأنواع الطعام والشراب وتبتل عروقنا مع بدء حياة «الرفاهية» من جديد، «ننساهم» إن كنا تذكّرناهم أصلاً، بينما هم مستمرون في صيامهم القهري وبطونهم فارغة..! نسهر أمام الشاشات العربية في ليالي الصوم لنتعاطف مع «بوكريم» اللي «برقبته» سبع حريم! ونسينا أن كل «حريم» هذا الشعب «برقبتنا» نحن.. لأنهن مسلمات مثلنا ببساطة! نتراقص مع فوازير «مريوم» وهي تهز وسطها وتتغنّج، ونطرب لصوت «حلوم» وزعيقها الرمضاني، فيما «أم صومالية» تطلق صرخاتها وكلها «يتراقص» من الألم والحسرة، بعد «ذبحها» لجنينها أمام عدسات المصوّرين، لكي لا يموت من الجوع مثل «إخوته» أمام ناظريها بسبب المجاعة والجوع دون أن تستطيع فعل شيء! ما أقساك أيتها الحياة عندما تتجرّد «الأم» من كل معاني الرحمة والحنان السامية لتتحوّل إلى «وحش رحيم» أو هكذا تعتقد! شعب بأكمله يتضوّرون من لا شيء.. لأنه ببساطة لا يجد شيئاً..! نعود ونلتحق «بحالهم» فجر اليوم التالي «لنتشبه» بهم هكذا حكمة الصيام التي شرعها الله لنا بلا «مأكل» ولا «مشرب» لعلنا نشعر بتلك الأجساد الهزيلة الصائمة ليلاً ونهاراً! أين تلك الرحمة في قلوبنا.. أين النخوة المعروفة عنّا نحن السعوديين؟! بكل تأكيد منّا من تبرع وساهم، ومنّا من قدَّم ما يستطيع نسأل الله لهم القبول، ولكن نحتاج لوقفة واحدة، أيها الشعب الكريم، أيها الشعب المسلم، عيونهم تنظر إلينا دون غيرنا.. ترقبنا فهذا قدرنا في المملكة أن نكون أول المغيثين.. وأول من ينصر الملهوفين..! ألم يحن الوقت بعد لحملة إغاثة لهذه الهياكل العظمية التي إن تركت ستعتنق معقدات «يسوع» لأجل كسرة خبز أو شربة ماء تقدمها منظمات التنصير أو التشيع في إفريقيا؟! إنهم «خارجون» عن الحياة بكبرها، وهم مسلمون صامدون أو عائدون إليها للأسف، وهم كافرون أو متشيعون..! من العار أن تكون أكثر المجتمعات فقراً في العالم في البلدان الإسلامية، وأثرى الأغنياء في العالم مسلمون..!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net