حينما يسيطر هوى النفس على صاحبه ينزلق به إلى هوة الغفلة والنسيان والبعد عن الحق ويغرق بالأمل الكاذب أن الوقت لايزال في اليد وأن الإرادة قوية والوضع تحت السيطرة، وينتقل من وهم خادع إلى وهم آخر، وتمر الأيام كلمح البصر دون علامة خير مضيئة تُذكر، وتتدحرج الأشهر إلى الوراء دون رجعة ويفاجأ الواحد منّا بوقوف شهر العبادة على الأبواب.
وعند حلول الشهر الكريم ندرك أن أحد عشر شهرًا مرت بلا أرصدة حقيقية تسجل في أهم صحيفة في عمر الإنسان، وقد لا نكون قرأنا القرآن كاملاً في أحدها وكأننا ننتظر أن يحل رمضان لنبدأ في سباق مع أيامه لتدارك ما فات وكأننا لم نتنبه لفعل الخير والبر والتقى إلا بحلول رمضان، وقد نعلل غفلتنا بكثرة المشاغل والسعي وراء لقمة العيش وننسى أو نتناسى أن اليوم أربع وعشرون ساعة لو اخذنا منها وقتًا قليلاً يضاف إلى الفروض لقراءة وتدبر آيات الله لوجدنا أن بإمكاننا أن نختم القرآن ربما أكثر من إحدى عشرة مرة في عام كامل.
وقفة - لـ: رشيد الفريدي
الفايز اللّي ما قال اببتدي بكره
عكف على مصحفه واحيا تراويحه
صام وتهجّد وصدّق به واخذ عمره
ولا ضيّع أجر الصيام بكثر تجريحه
fm3456@hotmail.com