تابعت قبل عامين تقريباً عبر الصحف المحلية مجموعة من الأخبار عن المشاكل الواقعة في الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت)، ومازالت هذه الأخبار تعيد نفسها مرة تلو الأخرى حتى يومنا هذا مرتبطة بشكاوى تقدم إلى وكالة الشؤون الثقافية لدرجة أصبح البعض يسميها جمعية الصداع التشكيلي؛ هذا الوضع يجعلني أفكر كثيراً في إجابات لأسئلة تقدح في ذهني بسبب هذا الوضع المحزن لواقع حلمنا الجماعي في وجود جمعية مستقلة بالفن التشكيلي؛ لماذا لم تحل المشاكل حتى الآن! ولماذا هذا الخلاف وعدم الاتساق بين عدد كبير من الأعضاء من جهة وبينهم وبين مجلس الإدارة من جهة أخرى، الذي يعاني من التفكك في داخله أيضاً! ولماذا الغالبية من الأعضاء ليس لهم دور حتى في حضور الاجتماعات للتصويت أو إبداء الرأي أو طرح مقترحات، ولمَ كل الأداءات سلبية؟! العام الحالي للجمعية شهد توقف الأنشطة بسبب حلّ مجلس الإدارة ثم إعادة تكليفه مرة أخرى مؤقتاً لترتيب انتخابات جديدة ثم .... ماذا بعد؟ هل هذا سيزيل السخم المتراكم! نحن أمام حل وحيد لكي تتمكن الجمعية من النهوض بنجاح من أزمتها المستعصية والسير بشكل مشرف خليجياً وعربياً، وهو أن يتم نسيان الماضي بكل علّاته ورسم نقطة انطلاق جديدة فنبش مافات لايجدي نفعاً وسيكون هذا الحل صعباً إلا على من كان همه الأول إنجاح الجمعية وليس نجاحه الشخصي، فالحراك التشكيلي السعودي الآن وبشكل فردي أو على مستوى المجموعات يشهد تطورًا ملحوظًا، وسيكون الأمر مخجلاً بعض الشيء حين تكون العلاقة عكسية بين وصول الفن التشكيلي السعودي عالميًّا وبين تدهور وضع الجمعية السعودية التي تمثله وعدم وجود أي دور لها في هذا السياق والسبب انشغال البعض بالخلافات أكثر من أي شيء آخر.
hanan.hazza@yahoo.com