هناكَ في مزرعةِ اليَبَابْ
على سهولِ القرنِ من إفريقيا
والقومُ في خيامِ الريحِ في العَراءْ
الناسُ في ديمومةٍ
دأبُهمُ الصّيامْ
قد أدمنوا الوِصالَ منذ أشهرٍ
وغابَ يومُ فطرهمْ
وانتظروا الفناءْ!
الصومُ حتى الموتْ
ضريبةٌ تدفعها الصومالُ كلّ عامْ
إذا أتى الجفافْ
نتيجةً حتميةً للسلبِ والمقامرة
بكلِّ ما في الأرضِ من مواردِ الحياة
عشائرٌ تستخدم الحوار بالبنادقِ!
وتحرق السلامَ والوئامْ
فنقلوا للسهلِ ما يدور في البحارْ
بين فلول الريح والبحّارة
وغاب وجه (زيلعَ) الجميلْ
فلا بواخر ترسُو على السَّواحلِ
ولا زوارق للصيد في الشطآنْ
وهذه (مقديشو)
بعد العصور الزاهيةْ
وما حكى ياقوت في (بلدانه)
عن أبجد الحضارة
ومركز التجارة
وملتقى الملاحة
قد مات كل شيء
حتى غدت منارةُ الإسلام في إفريقيا
لؤلؤةً شاحبةً على ضفافِ السَّاحلِ
تعيد مجدَ القَرصنة!
أم أن أيدي تسحبُ السِّتارة
تريد تفتيت الوطنْ ؟!
مهما يكن، لا يبلغ الأعداءُ من جهولْ
مثل الذي يبلغه الجهولُ نفسُهُ!
الصومُ والصومالْ
شراكةٌ قديمةْ
في الاسم والأشياءْ
فالجوعُ مثلُ الغُول في الطريقْ
يبتلع النفوسَ كل ليلةٍ
ويسحقُ البلادْ
وبؤرةُ المجاعةْ
تمتدّ في الجنوبِ والشّمالْ
والناسُ في ضراعة ْ
غائمةٌ عيونُهم بالدمعِ في انكسار
لا يحلمون بالغنى
هيهات!
وإنما بالماءِ والطَّعامْ
3 رمضان 1432هـ