تتبنى صالات العرض الخاصة أو المجموعات التشكيلية التي انتشرت مؤخراً دعم الفن التشكيلي المحلي (كما جاء في بعض أهدافها)، منها على سبيل المثال قاعة أثر، أو مجموعة نبط، أو مجموعة حافة الصحراء، حيث يقوم أصحاب تلك الصالات أو مديرو تلك المجموعات باختيار (نوعية من الفنانين) لإشراكهم في معارض عربية وعالمية يكون لهذه الصالات أو المجموعات اتصال بها، حتى أصبح هذا التحرك أو التفعيل ظاهرة تنافس الجهات ذات العلاقة، بل تجاوزت ما هي عليه تلك الجهات من انعدام وضوح الرؤية في ما تقوم به من برامج تتضمن معارض خارجية، يراها الكثيرون أقل مما يجب من حيث نوعية الأعمال، ومستوى التجربة فيها، إن كانت حديثة أو لفنانيها خبرات سابقة، حيث يشوب تلك المعارض تنوع في الأعمال، غالبيته لمواهب واعدة، أو تجارب لا تتناسب مع الحدث..

وبما أنني لا أختلف على المبدأ، ولا أنكر أو أغفل ما تحقق بهذا التحرك من حضور للمبدع السعودي في محافل هامة، إلا أنني أطرح السؤال كما طرحته على السيد جون مارتن مدير معرض آرت دبي السابق، في حوار معه بهذه الصفحة حول كيفية اختيار الأعمال المشاركة من دول عربية ومنها المملكة في معرض آرت دبي، وهل تلك المشاركات مشروطة بأساليب معينة، دفعني لهذا السؤال الخوف من أن تفقد الفنون المحلية هويتها وخصوصيتها، وتندفع مع موجة العولمة التي تركز على تعميم الثقافة، وعزلها عن محيطها وإذابتها في ثقافة موحدة لا وطن أو مرجعية لها، واعتبار أن الفكرة سيدة الموقف، لنعيد السؤال إلى الأحبة في تلك القاعات أو المجموعات، وللفنانين أيضاً ممن تتم دعوتهم للمشاركة، مع ثقتنا الكبيرة في أن قضية الانتماء والخصوصية لا تغيب عنهم، محددين التساؤل.. (هل هناك توجيه معين، أو إبداء رغبة من أصحاب تلك الدعوات بأن تكون مشاركة الفنان تبعاً لمنهج ما، أو نهج القاعة أو المجموعة..؟، وهل هناك برمجة أو (قولبة) أو هدف في أن تخرج لنا أعمال طبقاً لتجارب لا تعنينا ولا تمنحنا الاحتفاظ بالهوية والثقافة..؟

هذا التساؤل مبعثه أيضاً ما نشاهده من أعمال لأسماء معروفة بتجاربها، تبدلت بقدرة قادر وقامت بتنفيذ أعمال لا صلة لتجاربها السابقة بالجديدة، وليس لها بها قناعة (كما قالوا لي)، لكنها الفرص المقدمة لخدمتهم، أعمال وتركيبات تندرج ضمن الفنون المفاهيمية، لا يفقه الكثير ممن نفذها، إلى ماذا تدل أو ماذا تعني، (لكنها الاستجابة للدعوة).