|
كتب - علي العبدالله:
من النادر جدا في عالمنا العربي أن تجسد شخصية فنية مشهورة في مسلسل (متلفز) وهي لا تزال على قيد الحياة. وهذا ما فعلته كارول سماحة عندما قدمت شخصية الفنانة صباح أو جانييت، وعاشت تفاصيل حياتها التي كانت في معظمها أحداثًا مأساوية خاصم فيها الحظ (صباح) كثيرًا حتى ظننا أنها ضحية القدر في مواقف كثيرة فقد فقدت أختها وحبيبها الأول وعانت من قسوة والدها وظلمه. اختارت كارول سماحة الحاصلة على الماجستير في التمثيل والإخراج التي بدأت مشوارها الفني من المسرح قبل أن تبدأ كمطربة، اختارت أن تضع نفسها في زاوية صعبة فشخصية (صباح) ليست عادية أبداً، والأزمات النفسية التي تعرضت لها وطفولتها القاسية وزيجاتها المتكررة وتجاربها العاطفية الفاشلة تركت أثرًا عميقًا في هذه الشخصية، الأمر الذي جعلها من الشخصيات المعقدة والمركبة، وهذا النوع من الشخصيات في عالم الدراما يصعب جدا على الممثل تقمصه، ولكن كارول اجتهدت كثيرا وقدمت جزءًا كبيرًا من الشخصية بنجاح بينما (فلتت) منها بعض المشاهد، ولعلّ السبب يعود إلى أن معظم المشاهد التي تم تصويرها من أصل (800) مشهد كانت خارجية وفيها الكثير من التحولات بين مشاعر الفرح والحزن، وهذا ما أربك كارول في بعض المشاهد.
وما يسجل لفريق العمل أنهم لم يقدموا صباح كشخصية مثالية كما يفعل البعض مع بعض الشخصيات الفنية بل قدموا إيجابياتها وسلبياتها، و جانبي الخير والشر وهذه طبيعة البشر. كما أسلفت، كارول سماحة وضعت نفسها في زاوية صعبة جدا ولكنها استطاعت أن تقدم رسائل واضحة للمتلقي عن مراحل حياة (الشحرورة) المختلفة.