زمان، كان الطلبة المهملون هم الأكثر إبداعاً واجتهاداً في خلق أعذار الغياب عن المدرسة، أو أعذار عدم حل الواجب، أو أعذار النوم في الفصل.. زمان، كان لا يمكن أن يصل لمستوى هؤلاء المهملين أحد. لا أحد كان لديه تلك القدرة الخارقة في تأليف الأعذار، فالواحد منهم، كان يموِّت أمَهُ ألف مرة، و يُدْخِل أباه للمستشفي مئة مرة، و يُزوِّج أخته، حتى و لو كان عمرها ثلاث سنوات، و يجعل أخاه يتعطل في الطريق البري، حتى و لو كانت أمه لم تنجب غيره!
المسؤولون في شركة الكهرباء، هم الوحيدون الذين استطاعوا أن يتفوقوا على أولئك المهملين، خاصة أن هناك قواسمَ مشتركة بينهم، أهمها قاسم أو «مقسّم» الإهمال!.. فمع كل الرسوم الباهظة التي يدفعها المشتركون مقابل الخدمات المتردية، ومع كل الدعم الحكومي لها، نجدها تهمل في أداء أعمالها، ثم تطلع علينا بأعذار متكررة و سامجة. وعلى رأس هذه الأعذار، زيادة الأحمال، وكأن الشركة لا تعرف أن الصيف قادم، وأن رمضان في عز الصيف، وأن البيوت نفس البيوت.
نتمنى على شركة الكهرباء، أن تبث دماء شبابية جديدة في أسلاكها ومولداتها، فالدماء الحالية تخثرت وتجلطت، ولم يعد لديها سوى الأعذار الواهية المضحكة.. دماء جديدة للقيادات الإدارية و الفنية، يرحم والديكم.