|
في ظل الوضع الراهن في ليبيا والذي نرى فيه الآن نظام القذافي وهو محصور في منطقته وحلف الأطلسي مصمم على إسقاطه، كما هو التصميم الموجود لدى الثوار الليبيون على إسقاطه حتى آخر قطرة دم منهم والذي يعني أن الجانب العسكري في القضية الليبية متحقق وإن لم يكن هو المطلب الذي يمكن أن يجابه به جيش لديه من الأسلحة الكثير، لكن من الجانب السياسي في هذه القضية أن النظام الدولي إلى الآن بطيء في مواجهة نظام القذافي حتى وإن رأينا الاعترافات بالمجلس الوطني الانتقالي على أنه الممثل الوحيد للشعب الليبي وما تأتيه من المساعدات من هذه الدول، وأعني بالنظام الدولي هو مجموعة الدول التي لم تتخذ موقفاً من نظام القذافي من أي ناحية سواء العسكرية أو السياسية، فبعد قرار المحكمة الجنائية الدولية بتجريم القذافي نجد بعض الدول للأسف ما زالت ترى أن القذافي يمثل لها مصلحة! والبعض منها لم نرها تتحرك، مع أن التحرك في هذه القضية من شأنه أن يسرع بإنهاء الوضع الليبي والذي يساعد الجهود العسكرية التي تحصر نفوذ هذا النظام الذي يرى الكثير من المراقبين للوضع الليبي أن صلاحياته السياسية قد انتهت، لذا ففي هذه المرحلة الحرجة في الوضع الليبي ومع تقدم الثوار أجد أن خطوة الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي أمر مطلوب حتى يتم تحييد القذافي وينحصر نفوذه من جميع الاتجاهات بشكل نهائي، وأقول بأن هذه الخطوة من الخطوات التي تساعد في وقف استنزاف الأرواح الليبية التي راحت ضحية تصرف طائش من شخص غير مسؤول، ومن جانب الاعتراف بالمجلس الانتقالي الذي يشكل خطوة هامة لبناء ليبيا جديدة تساهم في بلورة المنطقة العربية التي تشهد تغيّراً جذرياً في بعض أنظمتها، ومن هنا أتساءل أين دور الجامعة العربية في المشهد الليبي؟ الذي في رأيي أنه مهم جداً في دعم الوضع الليبي من خلال بيان القضية الليبية وما آلت إليه من وجود مجلس وطني يؤسس إلى ليبيا جديدة وأن المصلحة القادمة تكون في دعم هذا المجلس.