الأرقام حينمــا توضع كمقياس لمدى التطور والفارق لا يمكن أن تُحدث خلافاً؛ فلغة الأرقام لا تكذب ولا تجامل، ولغة الأرقام لا تجامل فيما تحقق من إنجازات مهمة وكبيرة جداً في التعليم الجامعي؛ حيث أصبحت المملكة من الدول المتقدمة جداً في هذا المجال، سواء من حيث الجودة والنوعية والكم. فالبنسة للجودة أصبحت الجامعات السعودية تتبوأ مكان الصدارة في التصنيفات الأكاديمية العالمية، وتأخذ موقعاً متقدماً في قوائم الجامعات الأكثر تميزاً في العالَم.
أما بالنسبة للكم فهو مهم جداً؛ لأنه كلما كثرت وتنوعت الجامعات السعودية أمكن استيعاب خريجي التعليم الجامعي الذين يتخرجون بعشرات الآلاف سنوياً.
الآن والحمد لله في كل منطقة من مناطق المملكة ثلاث عشرة جامعة أو أكثر، إضافة إلى احتضان محافظات عديدة لجامعات أخرى، ضمن سياسة نشر التعليم الجامعي واحتضان كل محافظة جامعة تستوعب أبناء المملكة الراغبين في تكملة تعليمهم الأكاديمي.
وهذا العام، ورغم مطالبات البعض في القبول في تخصصات محددة وجامعات معينة، إلا أن وزارة التعليم العالي من خلال الجامعات السعودية الموزَّعة على مناطق المملكة كافة استقبلت حتى نهاية الأسبوع الماضي 211.432، منهم 108.610 طالبات و102.822 طالباً، وذلك من إجمالي 319.482 مقعداً مخصصاً لهذا العام، وهذا يعني أن هناك أكثر من 100 ألف مقعد جامعي شاغر تحتفظ الوزارة بها لتغطية طلبات الالتحاق بالجامعات للفصلين الأول والثاني، منها 50.166 مقعداً خاصاً بالمنتظمين و18.132 للمنتسبين و39.752 مقعداً للتعليم الموازي.
كل هذه المقاعد والفرص الأكاديمية المتاحة للطالبات والطلبة السعوديين يُضاف إليها فرص الابتعاث الخارجي للتحصيل الأكاديمي في الجامعات الأجنبية في الولايات المتحدة وأوروبا والدول الآسيوية المتقدمة، إضافة إلى كندا وأستراليا ونيوزلندا.
هذا الاهتمام وهذه الإنجازات في هذا المضمار المهم الذي تُقاس بإنتاجه تقدُّم الدول يحق للمملكة الفخر والاعتزاز بها؛ لما تبرزه الأرقام التي دائماً لغتها لا تخطئ ولا تجامل.