كنا نتطلع قديماً لخروج «البرامج الدينية» على الشاشات بأساليب عصرية، وإذ «بمشاهير» الدعاة وطلبة العلم تسطع «نجوميتهم» فضائياً، ما شاء الله ندق على الخشب..!.
بصراحة الله «يكثرهم», نسعد كثيراً لما يطل علينا «شيخ» عبر الشاشة في برنامج «مباشر»، أفضل بكثير من بعض نجوم الفن أو الرياضة «اللي ما عندهم سالفة» و»غثونا»، وخروجهم على الشاشة أصبح ممل وغير مفيد ولمجرد التلميع و»الترزز» يا «دافع البلاء» والله يخلي لنا نجوم البرامج الدينية!.
نرجع للشيخ العصري على «المباشر»، وليس مللاً من حديثه -لا سمح الله- بس فضيلته يتكلم عن مغامراته في رحلة السفاري التي قضاها في أدغال إفريقيا.. وكيف كانت رحلته التي امتدت لعدة أشهر من أجل استلهام واستحلاب أفكاره مع الهواء النقي والخضرة.. و... والقائمة تطول، يعني سامح الله «صالي الشمس» و»سموم الرياح « فهي سبب الرجعية في أفكارنا!.
عموماً ما «يمديك» تقلب على محطة ثانية إلا فضيلته «منور» في برنامج آخر.. مسجل أو إعادة «لحلقة أمس» المباشرة «آهلين شيخي» شكلك نايم من البارح في المحطة!.
نحتفل حقيقة «بنجومية» مشاهير الدعاة على فضائياتنا وبروزهم لتقديم «الخطاب الديني المعتدل» ولكن الكفة على ما يبدو مالت صوبنا «شوي» يعني «يبيلها» تعديل مرة ثانية.
ولا أدل على ذلك من قول «الشيخ، المذيع, النجم, الفارس, الملهم» للمشاهدين في برنامج من فكرته وإعداده وإخراجه ويمكن إنتاجه بعد «نتوقف مع فاصل إعلاني ونعود»، والفاصل فيه «بلاوي زرقا» إعلانات تجارية و برامجية وبأصوات نسائية.. إلخ «منور شيخي، وربي لك صمت»!.
في محطة آخرى «شيخ آخر» يبدع في تصنيف وسائل الإعلام الغربية والأمريكية ويردد أسماءها بإتقان «ليؤكد أنه يعرف إنجليزي» حتى خرج لنا بتصنيفات «صــحـــفـية وفضائية» عربية لمغازلة الفضائية الأقوى ببعض المديح بمعنى تراني أنفع لكم بعد رمضان.. بارك الله فيك شيخي هدي اربط «فرامل» ورزقــك اللي الله كاتبه لك بيجيك!.
أما «حبيب» الكل فبعد ما ترجل من الحلقات الفضائية الرمضانية الأولى.. أمطرنا بقصيدة تخيلتها تحكي حال الأمة، أو تدعو لقدسية الشهر الفضيل, أو نصرة ومساعدة أهلنا في الصومال, وإذ بها نبطية تمجد «شاعر» انتقد مسلسل.. ما أقول إلا صح لسانك شيخي وما فيك «حيله»!.
لست ضد ظهور أيّ إنسان في أيّ قناة، ولكن أنتم دعاتنا عندما تخرجون علينا عبر الفضائيات في رمضان «تشرئب» أعناقنا لمتابعة ما تقولون بصدق طالب العلم، وحرصه على توضيح ونشر علمه المفيد، وتبيانه للأمة فهذه أمانة حملتموها وننتظرها منكم بكل صدق وإخلاص.
لا نريد شيخاً, أو داعيةً، أو واعظاً له تسعيرة فضائية، يظهر علينا برعاية من شركة أو مؤسسة يحصل على نسبة من علمه الذي يعلمنا إياه، فما يقدمه نصيحة ودعوة لله، وليست تجاره لجني الأرباح وحب الظهور، نريد أن نبقى مكذبين لتلك الأرقام التي نشرتها قبل عامين مجلة «فوربز» بنسختها العربية حول بورصة الدعاة وأجور دخلهم وحتى لا يتهم الشيخ بالحصول على نسبة من الإعلانات في الفاصل..!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net