بعد مشهد إسقاط مدفعية الجيش السوري لمئذنة مسجد عثمان بن عفان في دير الزور، توقع الكثيرون ألا تتوقف الأدعية في المساجد، على هذا النظام الدموي، الذي لم يغادر أخضر أو يابساً إلا أحرقه. لكن هذه الأدعية لم ترتفع إلا بقدر بسيط لا يُذكر، على الرغم من أننا في شهرٍ تتفتح فيه أبواب الاستجابة.
هل الأمر لا يزال مختلطاً عند فئة من الناس؟! هل يظن البعض أن النظام السوري المدجج بالأسلحة الثقيلة، يقتل العزل من الرجال والأطفال والنساء، لكي يعلي راية الإسلام؟! لماذا إذا كل هذا الصمت المسجدي، تجاه أكبر مجزرة يرتكبها نظام ضد شعبه؟! لماذا يكتفي أئمة المساجد بمتابعة القنوات، ثم الذهاب إلى مساجدهم للدعاء على ممثلي المسلسلات الرمضانية؟! لماذا يجعلنا بعض الأئمة نرثي لحالهم، عندما لا يزالون يدعون على الشيوعية، مع أنها انتهت من العالم قبل أكثر من عشرين عاماً؟!!
إننا نحيي أولئك المشائخ والدعاة، الذين سخَّروا كل أوقاتهم في هذا الشهر الفضيل، لتوعية الناس بدموية النظام السوري الذي يسحق شعبه المؤمن المسلم المصلي الصائم القائم، في وضح النهار وفي كاشفات الليل، ولحثهم على الدعاء عليه في كل صلاة مفروضة، وفي كل سنة راتبه، وفي كل شفع ووتر، وفي كل نافلة.
إننا نحييهم، لأن يتفاعلون مع الحاضر وليس مع الماضي!