عندما تقوم بجولة على طريقي الرياض الثمامة أو النظيم خريص، تجد سيارات تقف بصف طويل أمام شاحنات فارغة وتجد شاحنة أو شاحنتين محملتين بأكياس، وعندها رجال شرطة لتنظيم السير وحفظ الأمن عند ذلك تسأل نفسك ما هذا الازدحام؟ وعندما تترجل من سيارتك وتسأل الصافين أمام سياراتهم سوف يجيبونك بأنهم يقفون من أجل الحصول على الشعير، وعند ذلك تقول في نفسك هذا الشعير يوزع بالمجان فلذلك حصل هذا الازدحام، ولكن تتفاجأ بأنه ليس بالمجان ولكنه بسعر غال وأيضاً غير متوفر فترجع مرة أخرى إلى نفسك وتقول هل هذه الأزمة وحدها في الرياض؟ لكونها أكبر المناطق وأكثف سكاناً ولكن سوف يجيبك الواقفون في الصف بأن مادة الشعير طلبها أكثر من عرضها في جميع مناطق المملكة، وعندها قمت بالاتصال بوالدي في محافظة الدوادمي: هل صحيح أن الشعير طلبه أكثر من عرضه فقال والدي: بأنه وقف في سوق الدوادمي للأعلاف منذ الساعة الخامسة فجراً ولم يحصل على الشعير إلا في الساعة الثانية ظهراً ولم يتجاوز عدد الأكياس العشرة فقط، فحاولت أن أبحث وأن أتقصى الحقائق فوجدت أن الشعير مدعوم من الحكومة ورأيت في التلفاز أن وزارة المالية تسعى لتأمين هذه المادة حتى شهر محرم، وعند ذلك قمت أسأل أهل الماشية في الجنادرية كم شركة تقوم ببيع الشعير فقالوا شركة واحدة، فاستغربت من جوابهم شركة واحدة فقط؟! تجلب هذه المادة الضرورية في بلد مساحته تعتبر قارة، فالشركة الواحدة حتى وإن كانت عملاقة لا تستطيع أن تؤمن هذه المادة لمدينة الرياض وحدها فما بالك بثلاثة عشرة منطقة كل منطقة حجمها كحجم دولة.

فأقول عندي بعض الحلول لأزمة الشعير عسى الله أن ينفع بها وأن تجد لها آذان صاغية ومن هذه الحلول:

1 - أن تكون لكل منطقة من مناطق المملكة مورد خاص وألا يقل عدد الموردين في المنطقة عن أربع شركات.

2 - لا يحق للموردين البيع إلا في مناطقهم المحددة، فمثلاً مورد الشرقية لا يحق له البيع في الرياض والعكس بالمثل.

3 - أن تقوم الشركة الموردة بالتعاقد مع أكثر من أربعين متعهداً لتوزيع هذه المادة في مناطقهم.

4 - أن يكون لكل متعهد منطقة توزيع محددة فقط فمثلاً في الرياض متعهد الجنادرية لا يحق له البيع في النظيم أو العكس.

5 - أن تكون هنالك مراقبة على الشركات الموردة وعلى المتعهدين لكي لا يحصل خلل.

هذه بعض المقترحات والحلول عسى أن تكون نافعة وصائبة.

- وزارة الثقافة والإعلام