شر البلية ما يضحك، ومن شرور البلاء أن يتولى أحد الصحفيين مهمة إثارة الزوابع وإيقاظ الفتنة بين التشكيليين كلما هدأت أمورهم وتلمسوا طريق المصالحة وإصلاح ذات البين، هذا المضحك المبكي جاء في اختيار ذلك الصحفي كلمة (اعترف) التي وردت بين سطور خبر نشره في إحدى الصحف (أجزم بأنها قالت له دعني) مع ما أضفاه كعادته في تحريك الساكن بإشعال الخلافات حول قضايا يتجاهل أنها ستوضع أمام مجلس الجمعية القادم، وليس على صفحات الصحف، بادئاً الخبر بتشخيص طبي بقوله (لا تزال جمعية التشكيليين تسبب صداعا لوكالة الشؤون الثقافية) مؤملاً أن يجد له علاجا ناجعا.
لقد زج الصحفي الحصيف بكلمة (اعترف) في سياق الخبر كما يلي (اعترف وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان في خطاب وجهه للصحيفة بفوز الأستاذ صالح خطاب في مسابقة الشعار) الخ.. وقبل أن أتحدث عن بيت القصيد أود الوقوف عند جملة رائعة من الدكتور ناصر عندما شدد في هذا الخطاب للصحيفة على ضرورة ألاّ تأخذ التأويلات منحىً سلبياً يُسيء إلى العمل ويُشكِّك في نزاهة العاملين)، وهذا ما توقعناه من الدكتور ناصر من حكمة.
لقد كان في إدراج الصحفي كلمة (اعترف والضمير هنا يعود للدكتور) ما حرك في خيالنا مشهدا لمحاكمة أو استجواب أو مقاضاة دفعت الدكتور ناصر للاعتراف بخطأ ما، تمنيت لو استبدلها هذا الصحفي بـ(أشار، أبان، ألمح، كشف، أفاد، أوضح). حتى لا يذهب القارئ إلى فهم خاطئ، تقديرا للوكيل الذي كان بعيدا عن زمن إقرار الشعار ولم يكن في موقف المتهم بقدر ما كان اكثر دبلوماسية ورقياً في التعقيب، لعلمه أن الجمعية الآن في أمس الحاجة لتقريب النفوس ولم الشمل لعقد الجمعية العمومية القادمة.
وإذ نرى أن هذه الكلمة لم تكن مناسبة لمكانة الدكتور ناصر فذلك عوداً إلى تقديرنا لجهوده ومواقفه وشهادة على حرصه في لم شمل المبدعين شهادة لا يشوبها محاباة أو مجاملة أو تزلف قطعا للشكوك، فقد سئمنا العمل في مثل هذا الجو الذي أشعلت فيه حرب لم تبق ولم تذر شيئا من الرغبة لاحقاً في التعامل مع الجمعية، أشعلها أفراد لا يمثلون الساحة أصبحوا مادة دسمة لتحقيقات هذا الصحفي التي لا يتعدى مضمونها اتهام الهيئة الإدارية في الميزانية أو تغيير الشروط أو قضية الشعار، حتى مللنا من استشهاده المتكرر بهذه الأسماء والآراء غير الموثقة في ظل عدم تجاوب الغالبية معه، التكرار الذي يذكرني بقصة الطفل الذي يقحم وصف (الجمل سفينة الصحراء) في أي موضوع يطلب منه كتابته في مادة التعبير.
monif@hotmail.com