المملكة العربية السعودية تحظى بقيادة حكيمة منذ أن قامت على يد المؤسس -رحمه الله- وحتى هذا العصر التنموي الذهبي؛ عصر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله. من خصائص قيادتنا الرشيدة؛ اختيار الأشخاص المناسبين لتولي مهام ومسؤوليات رئيسة ومهمة، فترة حكم المليك المفدى، الملك الصالح، الملك العادل، نصير الضعفاء والمظلومين، قامع الفساد؛ فترة اتسمت بعدة أوامر وقرارات قوبلت جميعها بالارتياح التام من المواطن المخلص، برمتها تصب في قالب الوطن والمواطن. قرارات الملك تأتي تتويجاً لعهد ووعد قطعه على نفسه في أول خطاب وجهه لشعبه الوفي، إثر مبايعته ملكاً على البلاد، منذ ذلك اليوم المجيد ومليكنا يشنف آذاننا باختيار الأكفاء من المواطنين المخلصين لإدارة أجهزة الدولة، لا سيما الحساسة منها؛ لذا لم يكن الأمر الملكي الكريم القاضي بتعيين الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائباً لسمو وزير الخارجية؛ أمراً مستغرباً ومفاجئاً للشارع العام، فضلاً عن المتخصصين بالسياسة، ممن سبر طبيعة المهام والمسؤوليات الكبيرة التي ظل سموه يضطلع بها على مدى سنوات، شكلت شخصيته السياسية، وقد عرف عن سموه الإخلاص والجدية والكفاءة والحكمة، وهي الخصائص التي تتطلبها هذه المهمة الصعبة، ولا غرو في اختيار القيادة لسموه في هذا المصب الحساس؛ فقد كان طيلة سنوات خدمته ملازماً لوالده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، وقريباً من أوامره وقراراته التاريخية، وموضع ثقته -حفظه الله، من خلال الاعتماد عليه في كثير من المهام والمسؤوليات الجسيمة التي تتطلب الكفاءة والحنكة والقدرات المميزة، وهي التي رآها الملك المفدى متجسدة في نجله، حتى جاء تعيينه نائباً لسمو وزير الخارجية بمرتبة وزير، اعتماداً على هذه المعطيات التي أشرت لها. نعم كان الأمير عبدالعزيز عضواً رئيساً في الوفد الرسمي المرافق للمليك في جميع زياراته، يشارك في المباحثات والاستشارات والحوارات، مما أكسبه غوصاً في خبايا الدبلوماسية وأسرار العلاقات الدولية، ناهيك عن كونه محل ثقة الملك في نقل بعض رسائله لزعماء العالم، وهذه التراكمات المعرفية لدى سمو حتماً ستفيد وزارة الخارجية، التي هي واحدة من أهم وزارات الخارجية على مستوى العالم، بما تملكه من أهمية وأدوار ثابتة، ساهمت في صنع القرارات السياسية، منذ أن رسخها الملك فيصل -رحمه الله- في بداية نشأتها، وجء ابنه الأمير سعود الفيصل ليضيف إليها خلاصة أفكاره وخبراته وجديته على مدى أربعة عقود، مما جعلها تكتسب السمعة الدولية الرفيعة، واليوم يأتي الشبل الأمير عبد العزيز أحد أبناء الوطن، يدفع به والده، ليكون نائباً لربان سفينة الخارجية، ويأتي الاطمئنان بتهنئة رجل الأمن الأول الأمير نايف -وفقه الله- لسموه بهذه الثقة الملكية، ولوزارة الخارجية، أن حظيت بهذا الرجل. خادم الحرمين الشريفين -وفقه الله- بنظره الثاقب المستشرف للمستقبل، أدرك أن المرحلة الحالية تستوجب إصدار مثل هذا الأمر، الذي يتيح الفرصة للشباب ليتبوأوا مراكز مهمة بأجهزة الدولة، تتماشى مع مؤهلاتهم وتخصصاتهم وخبراتهم التراكمية، وقد لاحظ الجميع تسارع وتيرة ذلك من القيادة الرشيدة؛ حرصاً منها على سلامة الوطن ورفاهية المواطن. بقي القول بحكمة هذا القرار، والوطن ينتظر الكثير من سموه -وفقه الله.. ودام عزك يا وطن.