لكل دولة عملتها الخاصة بها، وتصدر هذه العملة بفئات معيّنة ولكل عملة قيمتها عند الشعوب، ولكل شعب طريقته في التوفير والتعامل مع عملته، وعملتنا بفئات مختلفة منها الورقية ومنها المعدنية، والذي يهمنا هنا هو الفئة المعدنية وخاصة (نصف الريال)، أو بالأصح النصف الضائع على المشتري سواء الكبير أو الصغير، المهم إن هذا النصف يجبر لمصلحة البائع بمقابل أو بدون مقابل، وما نلاحظه الآن من أصحاب المحلات هو تجاهل هذا النصف.
وللمشتري الخيار في مقابل هذا النصف (علك .. بسكويت .. ماء .. الخ)، وكأن العلك عملة قيمتها نصف ريال وقليل جداًَ من المشترين الذين يطالبون بهذا النصف نقداً إلى أن أصبح في نظر البائع حقاً من حقوقه يا تأخذ به مقابل أو يضيع عليك، والرد ما عندي نصف ريال خذ مقابله .. صراحة حاولت في إحدى المرات أن أطالب بهذا النصف فأخذت معي «علك»، وعندما اشتريت الأغراض كان الحساب به نصف فأعطيته حسابه على أن يدفع لي نصف ريال، فأشار بيده للعلك فقلت أعطني الريال معي نصف وأعطيته العلك فرفض فحاول يبحث في الطاولة وأخرج نصف ريال فأعطيته الريال، من هنا هل فعلاً نحن شعب لا يعرف قيمة هذه العملة؟ هل نحن فعلاً مبذرون؟ أعتقد أن شباب اليوم لا يعرفون إلاّ العملة الورقية من الريال وما فوق، كم من نصف ريال صرفه صاحبه من دون رغبة منه من أهدر نصف الريال سيكون من السهل إهدار الريال والخمسة والعشرة، ونعلم جميعاً أننا ولله الحمد بنعمة كبيرة، وما مع الكبير يوجد مع الصغير من هذه العملات والأسر تنفق يومياً على الأطفال أموالاً طائلة وهذا الطفل منذ نشأته وتعرفه على الشراء وهو لا يعرف نصف الريال، يعرف العلك أو أي شيء آخر أو يضيع النصف.
من هنا فإن إصدار عملة ورقية من فئة نصف الريال كفيلة بالمحافظة على قيمة هذه العملة عند البائع والمشتري، لأن هذا الكسر يجبر غالباً لمصلحة البائع وهذه وجهة نظر لوزارة المالية ممثلة بمعالي الوزير إبراهيم العساف.