في رمضان يكثر النقاش حول أيهما أجدى التملك أو الاستئجار حول الحرم المكي خصوصاً بعد ظهور تلك المشاريع العملاقة وتسارع التطوير الذي جعل كثير من زوار مكة يتمنون التملك في تلك المنطقة.
إن كثيراً من العروض التي تسوق للتملك حول الحرم تبدو في ظاهرها تملكاً ولكن حقيقتها لا تعدو كونها انتفاع لمدة سنوات تصل غالبها لـ 25 سنة، يعني كأنك تستأجر لمدة 25 سنة ولكن بدفع الإيجار مقدماً.
ومن الناحية الاقتصادية لو تم تقسيم قيمة الانتفاع على عدد السنوات بمثال لو كان قيمة العقار مليونان ونصف فيكون الإيجار السنوي مائة ألف ريال ولكنها لا تحسب هكذا إذ إن أول سنة ستكون هكذا ولكن بعدها تخسر بحساب فائدة الأموال المجمدة وهكذا حتى تصل في آخر سنة إلى مبلغ ضخم جداً وخصوصاً أن غالب الزوار لا يستخدمها إلا بموسم رمضان والحج وباقي الأيام تبقى خالية أو تؤجر ومع كل ذلك يبقى الاستئجار أجدى أن افترضنا تملك الانتفاع وليس التملك الحقيقي للأسباب الآتية:
1) كتكلفه على مر السنين.
2) فقد الحرية بالتنقل بين تلك المشاريع الجديدة في كل رحلة.
3) أيام الانتفاع قليلة وبالتالي قد يخسر المشتري سنوات بعدم قدومه.
4) التطوير الذي سيتم إنشاؤه من مشاريع ضخمة والتي حتماً ستخفض أسعار التأجير.
5) شبكة القطارات التي ستشمل مكة ستجعل السكن حول الحرم غير مغرٍ وبالتالي ستؤثر على مميزات القرب من الحرم وحتى الأسعار ستتأثر.
مع كل تلك الأسباب إلا أن هناك من يرى أن التملك لـ 25 سنه له ميزاته الآتية:
1) سكن دائم بدون الدخول بقلق الاستئجار وخطورة ارتفاع أسعار الاستئجار.
2) تشجيع النفس للمداومة لزيارة مكة وخصوصاً بالمواسم الشريفة.
3) عدم الثقة بتنفيذ تلك المشاريع المخطط لها.
4) أن تكون مقر يتناوب عليه كثير من أفراد الأسرة.
ومع كل ما ذكر فإن الفيصل هو وضوح الرؤيا لتخطيط مكة لخمسين سنة بحيث تكون معلنة للكل وبعدها يستطيع كل واحد منا أن يقرر بناء على مؤشرات واضحة.
www.badralrajhi.com