يخطئ من يعتقد أن تعدد وتنوّع «الإعلام العنكبوتي» ليس منزلقًا خطيرًا في جانب منه لكثير من مداد أقلام بعضها (صريح) وبعضها (مستعار)، فالخوض في شأن لا يفهم فيه الشخص - أمر لا طائل منه - وإلاَّ فما مبرر أن ينحاز شخص لأسماء مفلسة في سقف إبداعها بشهادات مجانية ومفارقات مضحكة في الشعر دون الاستناد لمبرر موضوعي (من منظور نقدي وليت الأمر وقف عند هذا المدى) لنجد مخرجًا لهذا (المتحمس) كانطباع شخصي أو بدافع من الدوافع المؤسفة كالعصبية وغيرها، بل إنّ الأمر تجاوز ذلك لدرجة مضحكة ومؤسفة بحيث يأتي بشاعر من آخر صفوف الإبداع ليضعه في مقدمة رموز الشعر، ويأتي بأسماء لا تضيف جديداً سوى تأييدها له في موقفها المحزن (على نفس خُطاه) في درب مهزلة التنظير.
وغاب عن أخينا في الله أن الإعلام مسؤولية أمام الله وخلقه وأن التاريخ لا يرحم، وأن بعض الأصوات مهما علا ضجيجها هي في ثقلها المعرفي (كطوشة المشروبات الغازية) وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح، ولكم تحيزّت بعض المجلات الشعبية وبعض القنوات الشعبية الفضائية وكرّست لحضور أسماء (أكثر من الليموزين في الرياض) ولكن بلا جدوى، لأن الضوء لا يصنع الشاعر إن لم يصنعه إبداع شاعره الحقيقي، بل إن للضوء دورًا مضادًا خطيرًا فهو يفضح مواطن ضعف الشاعر في قصيدته، وتدني ثقافته في لقاءاته وأحاديثه الإعلامية، وقديماً قالوا: (الضوء يكشف الظلام).
ما دعاني لذلك ترشيح فضفاض لمجموعة أسماء لشاعر لا يزال في طور التكوين، ولم تتبلور تجربته تماماً بعد، ومع إيماني بأن الساحة تتسع للجميع إلا أن كلمة (الشاعر الأول التي عنوه بها) لا تطلق إلا على رموز الشعر وليس من هم في عمر أبنائهم سناً وتجربة، وهذه حقيقة لا تقبل الجدل فلنكف عن مهازل التنظير ونعط القوس باريها.
وقفة للأمير الشاعر خالد الفيصل:
ما كل من يكتب عن الشعر نقّاد
والاّ انت في نقد المعاني بصيرِ
فراسة الرجّال تمييز الأضداد
لا صار غيره بالمعرْفه ضريرِ
abdulaziz-s-almoteb@hotmail.com