صاليتُ كلَّ عجيبةٍ بزماني
ولقيتُ كلَّ بعيدة بمكاني
ورأيت في هذي الدّنا ما لا رآهُ
العامران مجالس الأشجان
ابن الحسين وياله من شاعرٍ
أرداه فهم طبائع الإنسان
جعل السّرور رفيق مَن يلقونه
ورفيقه جيشٌ من الأحزان
ألفٌ مضت من نحره وكأنّه
ما زال في حلبٍ وفي حوران
والنّحر باقٍ والمسيطر مفترٍ
والقتل مندهشٌ من الطّغيان
وأبو العلاء ومن لنا بنظيره
ذاك الكفيف مبصّر العميان
أعمى ولكن السّبيلَ سبيلُه
في ساحة الإفصاح والتّبيان
ما زال ينصب في الوجود خيامه
قل يا له من عالِمٍ حيران
هذا زمان التّيه في سبل الهدى
والخوض في الصّغرى من الأعيان
زمن التّوددِ للعدو أخي الرّدى
والانفلات على القريب الدّاني
زمن به العربيُّ أضعف حالةٍ
من عنكبوتٍ في جدار فانِ
وحياة آل العرب فيه غريبة
تزدان بالتّشتيت والخذلان
القول وهنٌ والقلوب مريضةٌ
والفكر يضرب في ربى التّيهان
وفَتاة هذا الحيّ يُهتك عِرضُها
من كلّ باعث فتنة وسنان
تعبت من التّزييف والهذيان
ممّن تلفّع في ثياب الثّاني
عربيّةٌ فوق اللّغات جميعها
محفوظة بمفصّلٍ ومثان
حملت مراد الله جلّ جلاله
أتنوء من معنى الضّعيف الواني؟!
إن الذي يرتاب في قدراتها
رجلٌ به مسٌ من الشّيطان
* أستاذ الهندسة المساحيّة بجامعة الملك سعود