يحق لرجال الحدود أن يفرحوا بالشهادة ويفخروا بالإشادة، وذلك أن رجال حرس الحدود يقومون بالدفاع عن بلاد الحرمين وقبلة المسلمين، وهذا بلا ريب فخر لهم، وكل ما يقدمونه في سبيل ذلك يعود عليهم في الدنيا والآخرة، وسبق أن تطرقت في مقالات سابقة تجسد تلك المهام مثل مقال (ليفخر رجال الحدود) ومقال (شرف حماة الوطن) والتي أشرت فيها إلى الفخر والشرف، وهنا أود أن أجمع بينهما؛ فبالنسبة لفرحهم بالشهادة يعلم الجميع أن رجال حرس الحدود وهم يباشرون أعمالاً على حدود المملكة يتعرضون فيها إلى الكثير من المخاطر من المهربين والمتسللين وهم يدركون هذه الخطورة ولكن بالعزيمة والإصرار يقفون سداً منيعاً بوجه كل من يحاول الإخلال بالأمن، ونشاهد بين فترة وأخرى خبراً ساراً: كيف تصدوا لعمليات التهريب أو التسلل، وأنهم أرخصوا أرواحهم بحماية بلادهم وطمعاً في الشهادة وأقرب شاهد لذلك ما قدمه العقيد العتيبي وزميله الرقيب الحارثي في التصدي للإرهابي الذي حاول التسلل إلى اليمن فبذلا نفسيهما في ردعه وتحقق لهما بإذن الله الشهادة فهما قاما بدورهما أسوة بزملائهم السابقين وتأكيداً لهذا المنهج البطولي ورسالة للاحقين وأن يفرحوا بهذه الشهادة التي يتمناها كل مسلم يدرك فضلها ومرتبتها في الجنة، وبذلك لهم الحق بأن يفرحوا بها. كما أنهم يحصلون على الإشادة وهو ما شاهده وسمعه الجميع عندما أجرى سيدي خادم الحرمين الشريفين اتصالين بأسرتي الشهيدين: العتيبي والحارثي، معزياً ومشيدا بدورهما فكان لهذا الاتصال الفخر لدى أسرتي الشهيدين ومنسوبي حرس الحدود كافة؛ فهو صادر ممن يقف على رأس الدولة ووالد الجميع؛ فكلماته وإشادته لهما مدلولات ومعان كبيرة جداً يدركها رجال حرس الحدود ويثمنونها.
كما أن لرجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير/ نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في كل لقاء وفي كل مناسبة يشيد بدور حرس الحدود ويوجه بدعمهم والوقوف معهم بلا حدود، وكذلك سمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير/ أحمد بن عبدالعزيز دائماً ما يخص رجال الحدود بالإشادة والتأكيد على الفخر بدورهم، وقد شاهد الجميع، وسمع تلك التصاريح عند استشهاد العقيد العتيبي والرقيب الحارثي، وأيضاً ما قام به صاحب السمو الملكي الأمير/ فيصل بن خالد أمير منطقة عسير عندما زار أسرة الحارثي معزياً وما صرح به عندما أشاد بدوره وزملائه، وكذلك زيارة صاحب السمو الملكي الأمير/ مشعل بن عبدالله أمير منطقة نجران لأسرة العتيبي وأشاد فيه بموقفه ومواقف زملائه، كما أن ما يقدمه ويقوم به صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية لرجال حرس الحدود والإشادات التي لا يمكن حصرها وهو رجل الأمن المدرك والقريب منهم ولدورهم. وكذلك كل مسؤول وجميع أفراد الشعب أشادوا بالمواقف البطولية لهؤلاء الرجال، فهل بعد ذلك لا يحق لهم أن يفخروا بالإشادة التي بدأت من أعلى رجل في الدولة إلى أصغر فرد من الشعب، بل يحق لهم ذلك ولكل من ينتسب إلى هذا الجهاز وهم يحصلون على الشهادة والإشادة فهنيئاً لهم والدعوات الصادقة بأن يمدهم الله بعونه وتوفيقه على ما يؤدونه من أعمال جليلة نسأله تعالى أن يحمي بلادنا من كل مكروه..
والله ولي التوفيق.
azaf2007@hotmail.com