سعادة رئيس التحرير خالد المالك المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طالعت في (الجزيرة) في أول رمضان 1432هـ ما كتبته الكاتبة لبنى الخميس في عمودها (ربيع الكلمة) تحت عنوان (موظفو المطارات: ابتسموا). ويا ليت أمرك بالابتسام عام للجميع ولا يقتصر على موظفي المطارات لأنها اللغة التي يفهمها الجميع وتحصل عليها وأنت في مكانك بكل سهولة بحركة واحدة إلى عضلات فمك تجعل شفتيك تصنعان أجمل تعبير في وجهك. طفلتي وصغيرتي (ميرال) ذات الربيع الأول يصعب عليها كثيرٌ من التعبيرات إلا تعبير الابتسامة فإنها تفهمه بسرعة من القريب والبعيد وتبادل التعبير حينما تراك مبتسماً تنطلق بالسعادة والفرح. إننا مجتمع وللأسف الشديد بخيل جداً بالابتسامة وحينما تراجع في معاملة عند بعض الدوائر الحكومية أعانك الله على الحالة النفسية التي سوف تعيشها؛ تجد ماركة (التكشير) تتوزّع في الجميع من المدير إلى أصغر موظف، وخصوصاً في شهر رمضان تقبل عليه بالمعاملة وتسلِّم عليه إذا كان كريماً معك رد السلام بصوت منخفض ووقّع الأوراق التي معك، وحينما تقول شكراً وتبتسم ينزل نظارته إلى منتصف أنفه وينظر إليك من الأسفل إلى الأعلى وكأن لسان حاله يقول لا مكان هنا للابتسامة والعبارات الجميلة. يوجد عندنا أحد الزملاء دائماً مبتسم يوزّع بسمته المشرقة على الجميع، البعض وللأسف الشديد يتهمه بأنه مغفل وعنده قصور في شخصيته، بل إن المقرّبين منه دائماً ينصحونه بهجر البشاشة والإقبال على التكشير الذي سوف يجعله كما يعتقدون مهيب الجانب. دائماً ما نسمع الحث على الابتسامة من الوعاظ وعلماء النفس وتستغرب منهم حينما تراجعهم في أماكن أعمالهم تجد عكس ما يقولون، حيث فيروس عدوى التكشير قد انتقل إليهم وفي الحقيقة أنني أجد أجمل الابتسامات تتوزّع من موظفي القطاع الخاص وخصوصاً في البنوك والمستشفيات الخاصة، حيث تجد أن الابتسامة الحقيقية أو المصطنعة لا تفارقهم مع أن ضغط العمل يفوق ضغطه في الدوائر الحكومية، وهذا لأنهم علموا أن لا مكان لهم بدون بسمة تقدّم إلى المراجع التي تكون عنده أغلى من جميع ما يقدّم من مميزات. وفي التراث الليبي هناك مثل يقول: (أمسك خبزتك وأطلق عبستك) أي بمعنى عندما تلاقيني لا أريد منك أكلاً أو شرباً (أمسك خبزتك) إنما قابلني بالابتسامة وعدم العبوس. لنرفع جميعاً شعاراً كن مبتسماً لأن في الابتسامة الأجر والثواب والصدقة قال (صلى الله عليه وسلم): (... وتبسّمك في وجه أخيك صدقة). في الابتسامة فوائد صحية لأن مجموع العلات عند الابتسامة 14 عضلة، أما مجموع العضلات المستخدمة عند التكشير فهي 70 عضلة، الابتسامة تمنع التجاعيد المبكرة، وتخفض من ضغط الدم، وتنشط الدورة الدموية وتزيد من مناعة الجسم، وتزيد النشاط الذهني والعقلي وتزيد القدرة الإبداعية، وتزيد صفاء الذهن.
في الابتسامة فوائد اجتماعية كبيرة تنشر الحب بين الأفراد وخصوصاً بين الزوجين، بالابتسامة تغيظ الأعداء وتقهرهم مهما كان ضعفك أمامهم.
تبسَّم للزمن ترى صمت القهر حراق
حذارِ تذرف الدمعة لو النفس مجروحة
خالد عبدالرحمن الزيد العامر - البدائع