|
تحليل – وليد العبدالهادي
أسبوع جديد يؤكد ما ذكرناه الأسبوع الماضي بأن الأسواق خسرت آخر المواصفات والمقاييس الاستثمارية هذه المرة الدور على اليابان، حيث خسرت درجة من تصنيفها الائتماني لأول مرة منذ 2002م، وأوروبا تعيش أسبوعًا آخر من الفوضى السياسية والأنانية الاقتصادية الممزوجة بالبخل، أما بريطانيا وأمريكا لا جديد لافت سوى أن الأسواق فيها وفي غيرها عاكفة على تشييد قاع مضاربين، ولمزيد من التفصيل دعونا نأخذ جولة حول أحداث الأسبوع لنعرف ماذا يدور في أسواق المال العالمية:
داوجونز للأسهم الأمريكية
أمريكا تلقت أرقامًا سلبية من القطاع العقاري، حيث تراجعت مبيعات المنازل الجديدة لآخر قراءة بنسبة 4.5 في المئة لكن تم جبر هذه السلبية بنمو 4 في المئة في طلبات السلع المعمرة أيضًا طلبات الإعانة الأسبوعية عادت لترتفع إلى 417 ألف طلب، لكن الداوجونز حافظ للأسبوع الثالث على التوالي على قاعه عند 10600 نقطة وأغلق بنمط يتناسب مع الأخبار المعلنة وهو نمط متوازن في اتجاه جانبي ونرجح زيارة مستوى 11600 نقطة مرة أخرى.
الذهب
قمة تاريخية جديدة في الذهب إلى 1870 دولار للأنصة جاءت بعد القمة الثنائية الأوروبية لكن أعقب ذلك هبوط قوي إلى الحاجز النفسي 1700 دولار وإغلاق بنمط بيعي صريح يستهدف مستوى 1550 دولار خلال بضعة أسابيع، لكن الأسبوع المقبل ربما نشهد محاولة للتعويض لأنه ما زال هناك من يطمح للبيع فوق حاجز 2000 دولار.
خام نايمكس
أعلنت أمريكا عن تراجع في مخزونات النفط بقيمة 2.2 مليون برميل لكن الخام لم يهتم كثيرًا بذلك لكن فضل الإغلاق للأسبوع الرابع داخل نمط متوازن فوق القاع الأخير 75 دولارًا ونرجح أن يستمر في ذلك نظرًا لانشغال المضاربين بأسواق العملات والأسهم وعليه نتوقع ارتدادًا مؤقتًا إلى 87 دولارًا لكن الإغلاق دونه بالقرب من 85 دولارًا لاعتبارات فنية بحتة.
اليورو مقابل الدولار الأمريكي
بدأ الأسبوع بثبات سلبي لمؤشر مديري المشتريات الصناعي الألماني على الرغم من تراجع أسعار السلع ويبدو أن كبرى الشركات هناك تستعد لإستراتيجية خفض التكاليف تحسبًا لأي تراجع في الإنفاق الحكومي، حتى ثقة المستهلك الألماني إلى 5.2، ومطلع الأسبوع شهدت الأسواق والمنطقة قمة أوروبية ثنائية بين ألمانيا وفرنسا أثبتت عدم رغبة ألمانيا رفع قيمة صندوق الإنقاذ الذي يبلغ حاليًا 440 مليار ريال الذي اعتمد في النصف الأول من العام 2010م وتريد أن تعالج الأزمة لكل دولة على حدة ويبدو أن الفرنسيين متفقون معها على الرغم من سوء أداء فرنسا الاقتصادي مقارنة بألمانيا الأقوى اقتصاديًا في منطقة اليورو، وبخصوص الزوج عكس ذلك نفسيًا على حركة التداول وأخرج لنا نمطًا بيعيًا يزداد قوة مع كل ارتطام بسقف قناته الهابطة عند 1.45 ونتوقع هبوطه على الأقل هذا الأسبوع إلى 1.40 تقريبًا.
الجنيه الاسترليني مقابل الدولار الأمريكي
تراجعت ثقة المستهلك وفق مؤشر (nation wide) إلى مستوى 49 بعد آخر قراءة، التي كانت عند 51 سبب هبوط قوي في الزوج من 1.64 وهي منطقة ملغمة بالبائعين إلى مستوى 1.623 وهو دعم مؤقت لكن يُعدُّ هشًا ونرجح إكمال عملية التصحيح إلى مستوى 1.60 هناك سيتم تهديد الاتجاه الصاعد للزوج وهذا يعتمد على أداء اليورو وصندوق الإنقاذ الأوروبي ويبدو أن ذلك سيأخذ وقتًا أبعد من الأسبوع القادم ويظل هناك تمسكًا من المضاربين بالزوج طالما أن اليورو أمام الدولار يثبت ضعفه باستمرار.
الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني
للمرة الأولى منذ 2002م يخفض تصنيف اليابان الائتماني إلى Aa3 بالفعل أسبوع حزين لليابانيين كان سببه وكالة موديز، حيث أعلنت عن ذلك مطلع الأسبوع مع تخفيض لعدد من البنوك اليابانية الكبرى وكان صندوق النقد في تقرير يونيو أشار إلى أن اليابان وأمريكا دخلت قائمة الشك بشأن ديونها السيادية ومعروف أن اليابان نشطة في سياستها المالية نحو رفع الإنفاق منذ عقود آخرها كان بسبب أزمة الرهن العقاري يليه تكاليف زلزال تسونامي وتم ترجمة ذلك بقاع جديد عند 8600 نقطة لمؤشر النيكاي للأسهم والمزيد من التحوط في الين على حساب الدولار، حيث وصل إلى 76.7 ونتوقع ارتداده إلى 78 بسبب الفرص المضاربية للأسهم اليابانية.
الدولار الأمريكي
مقابل الفرنك السويسري
صادرات سويسرا تراجعت 3 في المئة ونمو طفيف في الواردات يظهر خللاً في الميزان التجاري وصعوبة التصدير من قبل الشركات بسبب تكلفة العملة السويسرية التي ارتفعت كثيرًا بسبب عمليات التحوط في أسواق العملات، لكن يبدو أن الاتجاه الصاعد المتوقع للزوج على المدى المتوسط بدأت ملامحه والأنماط الشرائية ظهرت دون مستوى 0.80 بضعة أسابيع ونتوقع الارتداد إلى 0.81 الأسبوع المقبل.
* * *
(تم إعداد هذا التقرير بعد إغلاق الأسواق الأمريكية يوم الخميس الماضي)