اطلعت على ما كتب في جريدتنا (الجزيرة) في 8 رمضان 1432هـ العدد 14193 في زاوية إلى الأمام للدكتور جاسر الحربش ولا أخفى عليكم أني أعدت قراءة المقال أكثر من مرة لإعجابي الشديد به.
وتعقيباً على ذلك أقول: الآن لدي قناعة تامة أن أي أمة تريد أن تكون نموذجاً يحتذى وتقف موقفا مشرفا وترسم معالم حضارتها بخطوط واضحة يجب عليها أن تؤمن إيماناً تاما بأهمية النظام وتعيشه واقعا فعليا لا حلما نرجسيا.
ولأن التعليم هو اللبنة الأولى من لبنات بناء الثقافة فنحن نستقي من مدارسنا وتعليمنا جل ثقافتنا أن لم تكن كلها بل لا أبالغ لو قلت أنه من المفترض أن تكون المؤسسة التربوية هي من يصنع حضارتنا ويحدد اتجاهاتنا ويؤثر على مصادر ثقافتنا الأخرى.
ثم إن ما يدار داخل مدرستنا وداخل نظمنا التعليمية لا يعطي أملاً بصناعة ثقافة النظام على المدى القصير (من وجهة نظري الخاصة) بل ربما يدعو في أحيان كثيرة إلى قفز حواجز القيم (كالتساهل في احترام الوقت والمواعيد وطرق كسب المعلومة والتعامل مع الآخر) وما زالت مدارسنا عاجزة عن إعطاء صورة بانورامية لمخرجاتها التربوية والتعليمية.
إننا نريد تعليما يغرس قيماً ويثبت مبادئ إنسانية ولا نريد أن ندور في حلقات مفرغة وأيدلوجيات مكررة نريد تعليما إبداعيا يعيد صناعة الإنسان من وجهة نظري أن تغيير المفاهيم وتحديد الاتجاهات يعتمد بالدرجة الأولى على تحديد مصادر ثقافتنا ونحن لدينا مصادر متعددة لعل أهمها أو من المفترض أن يكون أهمها التعليم فأقول من أول لبنة في ذلك المبنى الذي نرتبط به جميعاً (المدرسة) إلى أعلى لبنة في وزارتنا الموقرة يجب أن يتحول الأمر إلى صناعة القيم الإنسانية بكل جوانبها.
فيصل أبو طلال - الرس