سنشاهد في النصف الثاني من هذا القرن على الأكثر الجرارات الزراعية، وهي تحرث الفضاء الخارجي، ولن تحتاج حبة القمح إلى اشهر، كي تتحول إلى سنبلة. ربما تطلـّب الأمر بضع دقائق فقط. و» السيطرة على الزمن « لن تقتصر على المزروعات وحدها، بل قد تشمل الحيوانات الداجنة.
اليوم أفضل من أمس، وغدا أفضل من اليوم.
قد تأخذ الكرة الأرضية شكلا آخر.
بالطبع، لا يعني ذلك ما قصده سلفادور دالي، ذات يوم، بأن الكرة الأرضية تأخذ شكل طبق الحساء البارد. الحقيقة أنها تشتعل، تقدما وعلما وتكنولوجيا اتصالات.
السؤال هو: هل يستطيع الذين قرروا وضع عقولهم في الإقامة الجبرية، أن يعيشوا في غرف الصقيع؟
التقدم، على كل صعيد، وأي صعيد، مثل العين، يتحدث لغة واحدة.
في غضون السنوات العشرين المنصرمة تقدم العالم بما يوازي ألفي سنة من الزمن السابق، ولاسيما على صعيد تقنية المعلومات والتكنولوجيا الحديثة.
لكن تكنولوجيا الاتصالات الحديثة يمكن ان تضرّ بعقولنا جراء الكمّ الهائل من المعلومات التي تنهال علينا، ومصدرها الانترنت، وفقا لبحوث حديثة.
جامعة ستانفورد الامريكية كشفت أن التعامل مع المهمات المتعددة في الانترنت بشكل متواصل قد يـُشكل إعاقة لأداء الذاكرة على المدى الطويل، وربما على المدى القصير أيضا، خصوصا بين كبار السن نسبيا.
كما بيّنت دراسات امريكية أخرى أننا نمضي أوقاتا طويلة مُتصلين بشبكة الانترنت إلا أن الشباب يمضون ما معدله سبع ساعات وثمانية وثلاثين دقيقة، يوميا مُتصلين بوسائل الإعلام، عبر الانترنت، والاتصالات الترفيهية.
ويعتبر العلماء أن هذه حالة ضارّة، قد تؤدي أحيانا إلى عدم القدرة على إدراك الأمور، وفقدان التركيز، بشكل جيد، بشؤون الحياة، ما يُمكن أن يتطور إلى نوع من البلاهة.
لماذا لا يفرض شبابنا على أنفسهم ما يُمكن أن أسميه « الحمية الانترنيتية «، ولا أقصد الحمية العلمية؟
* العلم لا يـُغيـّر الحياة، بل يوقظها، وبذلك يُغيـّر حياتنا، إنه يـُفجركل الصور والأفكار النهائية في العالم. العلم يُغيـّر فكرتنا عن الحياة. وذلك، في حد ذاته، تغيير لنمط الحياة بتطويرها.
Zuhdi.alfateh@gmail.com